آخر تحديث :السبت-27 يوليه 2024-05:22م

اخبار دولية


تصعيد مرعب.. أوكرانيا تستهدف رادارات نووية روسية

الجمعة - 31 مايو 2024 - 11:10 م بتوقيت عدن

تصعيد مرعب.. أوكرانيا تستهدف رادارات نووية روسية

سؤال بلس/وكالات:

تطرق الكاتب السياسي توماس فازي إلى تجاوز آخر لخط أحمر هائل في ما يتعلق بالحرب التي لم تعد فعلاً حرب وكالة بين الغرب وروسيا.


ففي يومي 23 و28 مايو (أيار)، شنت أوكرانيا غارات بعيدة المدى بطائرات بلا طيار على محطتي رادار روسيتين تشكلان جزءاً من نظام رادار للإنذار المبكر مصمم لاكتشاف الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، وهي في المقام الأول الصواريخ النووية.

وأضاف فازي في موقع "أنهيرد" البريطاني أن كلا الهجومين استهدفا عمق الأراضي الروسية، على بعد 300 ميل (483 كيلومتراً) وما يقرب من 1000 ميل (2575 كيلومتراً) من الأراضي التي تسيطر عليها كييف. ويبدو أن ضربة واحدة على الأقل تسببت ببعض الأضرار.

ويمثل هذا الهجوم على أحد ركائز البنية التحتية للردع النووي في روسيا التصعيد الأكثر رعباً للصراع حتى الآن، مما يجعل العالم أقرب بخطوة أخرى إلى حافة حرب نووية.

كيف تؤثر هذه الضربات على أمن روسيا؟
تزعم أوكرانيا أن المواقع المعنية تُستخدم لمراقبة الأنشطة العسكرية الأوكرانية وأن الهدف من الضربات كان تقليل قدرة روسيا على تتبع أنشطة الجيش الأوكراني في جنوب أوكرانيا.

لكن مسؤولاً أمريكياً دحض في حديثه إلى صحيفة "واشنطن بوست" هذه الحجة قائلاً: "إن هذه المواقع لم تشارك في دعم حرب روسيا ضد أوكرانيا".

وهذا يعني أن نظام الإنذار النووي المبكر الروسي كان هدف الهجوم. غني عن القول إن استهداف مواقع القيادة والسيطرة النووية والإنذار المبكر هو على سلم التصعيد أمر في غاية الخطورة تحت سقف هجوم نووي فعلي.


وعلّق الأستاذ الفخري للعلوم والتكنولوجيا والأمن القومي في "معهد ماساشوستس للتكنولوجيا" الدكتور ثيودور بوستول على الهجوم مشيراً إلى أنه "على عكس الولايات المتحدة، لا يملك الروس أنظمة تحذير عبر الأقمار الاصطناعية يمكنها رؤية الهجمات الصاروخية الباليستية على مستوى العالم، وهذا يعني أن التغطية الرادارية المفقودة بسبب الهجمات على هذه الرادارات تقلل بشكل عظيم وقت التحذير ضد هجمات على موسكو من البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي".

وأضاف: "لا أستطيع أن أشدد بما فيه الكفاية على مدى رعب وخطورة هذا التطور".

وأعرب العقيد المتقاعد في القوات المسلحة السويسرية رالف بوشارد عن شعور مماثل.

لم يعد يخدع أحداً
حسبما قاله المسؤول الأمريكي لصحيفة واشنطن بوست، إن الولايات المتحدة "قلقة" للغاية من الضربات.

ومع ذلك، إن سلوك الشرطي الصالح والشرطي السيئ هذا، والذي يعني ضمناً أن الولايات المتحدة لم تكن على علم بالهجمات، لم يعد يخدع أحداً، ناهيكم عن الروس، يصح ذلك خصوصاً أن الهجمات تأتي في وقت بدأ قادة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بمن فيهم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الحديث علناً عن السماح لأوكرانيا بضرب أهداف داخل روسيا، بأسلحة يوفرها الناتو وتسترشد بأنظمة مراقبة واستهداف تابعة للناتو، ومن المرجح أن يديرها أفراد من الحلف. في هذه المرحلة، من المخادع إلى حد خطير الاستمرار في التظاهر بأن هذه حرب بالوكالة، أو بأن أوكرانيا ربما نفذت الضربات من دون دعم كامل.


ربما كان أفضل تعبير عن المزاج السائد في موسكو هو ما كتبه الرئيس السابق لوكالة الفضاء الفيدرالية الروسية روسكوسموس ديمتري روغوزين على تلغرام: "بالنظر إلى تورط واشنطن العميق في هذا النزاع المسلح وسيطرة الأمريكيين الكاملة على التخطيط العسكري لكييف، إن أي ادعاء بأن الولايات المتحدة لم تكن تعلم شيئاً عن الخطط الأوكرانية لمهاجمة نظام الدفاع الصاروخي الروسي يمكن رفضه".

عاقبة اللعبة الأطلسية
عند هذه النقطة، ربما يطرح الملايين من الأوروبيين المرعوبين بشكل متزايد على أنفسهم السؤال نفسه: ما هي اللعبة التي يلعبها الناتو؟ هل يعتقدون أنهم قادرون على الاستمرار في استفزاز روسيا من دون إثارة رد فعل؟ مهما كانت الحالة، ختم الكاتب، "إنهم يلعبون لعبة خطيرة بشكل لا يُصدق – لعبة يمكن أن تؤدي، بالمعنى الحرفي، إلى مقتلنا جميعاً".