آخر تحديث :الثلاثاء-10 سبتمبر 2024-04:51م

اخبار دولية

السنوار رئيساً لحماس.. ماذا يعني ذلك وكيف سيؤثر على مسار الحرب؟

الأربعاء - 07 أغسطس 2024 - 06:06 م بتوقيت عدن

سؤال بلس/وكالات:

أثار إعلان حركة حماس، أمس الثلاثاء، تعيين زعيمها في غزة يحيى السنوار، رئيساً لمكتبها السياسي، خلفاً لإسماعيل هنية، تساؤلات كثيرة بشأن هذه الخطوة التي اعتبرتها إسرائيل بأنها "مفاجأة غير سارة" وتداعيتها على مسار الحرب في غزة.

ومن المتوقع أن يلقي اختيار السنوار بظلاله على العديد من الملفات على رأسها مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في حين قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن هذه الخطوة "رسالة لإسرائيل بأنه حي وأن قيادة حماس في غزة قوية وقائمة وستبقى".

ومن جهته، قال القيادي في حركة حماس طاهر النونو، إن الحركة أرادت بانتخاب السنوار وتوقيت القرار تأكيد "وحدتها وتماسكها وحيويتها والتواصل القيادي فيها، وسلاسة عملية الانتخاب، وأنها على قلب رجل واحد".

وأشار النونو إلى أن انتخاب الحركة السنوار يبعث رسالة إلى إسرائيل بأن "تهديداتها لا تخيف الحركة، وأن المقاومة تشكل حجر الزاوية في رؤية حماس وسياستها ومنهجها".

وعقب اختيار السنوار رئيساً للحركة، أعلنت حماس في بيان لها، أن السنوار كان حاضراً في عملية التفاوض على صفقة وقف إطلاق النار في غزة واتخاذ القرار ، مشيرةً إلى أن "الفريق الذي تابع المفاوضات خلال وجود هنية سيتابعها خلال وجود السنوار".

قائد "الأنفاق"
ويوصف السنوار بأنه "قائد الأنفاق" في قطاع غزة، حيث يعيش داخلها منذ 10 أشهر، كما أنه بات على رأس الأهداف التي تسعى تل أبيب للوصول إليها منذ السابع من أكتوبر الماضي.

والسنوار البالغ من العمر 61 عاماً، ينظر له بأنه الرئيس الفعلي للحركة و صاحب اليد العليا في اتخاذ القرارات المتعلقة بالحرب والمفاوضات، وتُحاط تحركاته بسرية شديدة، إذ لم يُشاهد علناً منذ اندلاع الحرب، رغم المحاولات الإسرائيلية المُكثفة لتتبع أثره، فيما أجمع كافة المتحدثون الإسرائيليون على أن السنوار "رجل ذكي وصلب جداً، يمتلك قدرات تنظيمية كبيرة جداً ويفهم الإسرائيليين".

الجدير بالذكر أن السنوار أمضى 23 عاماً في السجون الإسرائيلية قبل الإفراج عنه في 2011، ثم انتخابه رئيساً للحركة في غزة عام 2017.

ماذا يعني اختيار السنوار؟
ويعتبر محللون سياسيون، أن اختيار السنوار يُعد مؤشراً على رغبة حماس في استمرار التصعيد ضد تل أبيب، وعدم السير بسهولة في طريق التهدئة أو إبرام صفقات تتعلق بالرهائن، خاصة أن السنوار لا يمكنه التواصل مع قيادات سياسية عربية أو عالمية، ولا يمكنه خوض مفاوضات أو مناقشات مباشرة مع أي أطراف، فهو المطلوب الأول لإسرائيل من بين جميع قيادات حركة حماس.

وفي السياق، أكد المحلل السياسي ياسين عزيز لـ24، أن اختيار يحيى السنوار لقيادة حركة حماس خلفاً عن إسماعيل هنية، يعطي انطباعاً واضحاً بأن القرار السياسي في قيادة الحركة أصبح بيد من يقود المعركة على الأرض داخل فلسطين.

وأضاف أن الميدان سيكون له التأثير الأكبر على أي قرارات تتعلق بسير المفاوضات مع إسرائيل بصورة غير مباشرة على الرغم من أن السنوار لم يكن بعيداً عن مركز قرار الحركة بحكم قيادته للمشهد الميداني في غزة.

وأشار عزيز إلى أن اختيار السنوار جاء رداً على سياسة الاغتيالات التي طالت قيادات الحركة، لا سيما العملية الاخيرة التي نُفذت بحق إسماعيل هنية الذي كان أقل حدة في مواقفه مقارنة بالسنوار، مضيفاً بأن المفاوضات الغير مباشرة لإيقاف الحرب في غزة مستمرة بوساطة عربية، مدفوعة بالضغوطات المتزايدة على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لوقف الحرب.

ويرى عزيز، أنه رغم تأخر الرد الإيراني وشن هجمات من جبهات مختلفة على إسرائيل، فإن التوصل لاتفاق يوقف الحرب على غزة ما زال ممكناً، خصوصاً في ظل القناعة المتزايدة بضرورة وقف هذه الحرب، لمنع التصعيد الخطير في المنطقة والتحول إلى حرب شاملة.

ومن جانبه، قال المحلل السياسي وأستاذ العلاقات الدولية الدكتور رعد قاسم العزاوي لـ24، إن "حركة حماس شأنها شأن جميع القوى السياسية المسلحة في الشرق الأوسط يتم تشكيل قيادتها كفريق متنوع المهارات والخبرات، ولهم رؤى غير متطابقة في استخدام الوسائل من أجل تحقيق هدف متفق عليه".

وعن اختيار السنوار رئيساً للمكتب السياسي لحماس، قال العزواي إن "اختيار السنوار خلفاً لهنية يدل على أن خيار استخدام وسيلة الهجوم المسلح كأولوية على خيارات الوسائل الدبلوماسية والتفاوضية".

وأضاف أن "السنوار هو الأقرب للشراكة الاستراتيجية مع إيران وحزب الله من قربه لقطر وتركيا كما كان الحال عند سلفه هنية"، مضيفاً أن "مستقبل حماس مرتبط بمستقبل الفصائل الموالية لإيران".

ويرى العزاوي أيضاً، أن "الفصائل الموالية لإيران تعاني من اختلال ميزان القوة الاستراتيجية مع محور التحالف الإسرائيلي الأمريكي الأطلسي الذي يتفوق في القوة الجوية وتطبيقات تقنيات الذكاء الاصطناعي في القوة الفضائية والمقذوفات الذكية الأكثر تدميراً"، مضيفاً أن "الفصائل بحاجة ماسة حالياً إلى الدبلوماسية مع التحالف الصيني الروسي الذي يمكنه تعديل ميزان القوة".

وفي إسرائيل، تحوّل خبر اختيار السنوار رئيساً للمكتب السياسي لحماس، إلى الخبر الرئيسي في كل وسائل الإعلام العبرية، حيث كتبت عن اختيار الرجل الأخطر، وكيف تم إطلاق صواريخ من غزة عقب اختياره، وقال المحلل الإسرائيلي آفي يساخروف: إن " حماس اختارت أخطر شخص لقيادتها"، فيما قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أنه "بهذا القرار أصبح السنوار، رسمياً الرجل الأقوى في الحركة بعد اغتيال هنية"، مضيفةً أن "قرار مجلس الشورى، الذي يبلغ عدد أعضائه 50 شخصاً، جاء تعبيراً عن الثقة في السنوار"، بينما طالب وزير الخارجية الاسرائيلي يسرائيل كاتس مساء أمس ، بـ "تصفية سريعة" للسنوار.

وبدورها، قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عقب الإعلان عن اختيار السنوار ، إن إسرائيل "على حافة حرب إقليمية ضد إيران وحلفائها منذ هجوم السابع من أكتوب الماضي"، مشيرةً إلى المخاوف في الداخل الإسرائيلي، كما حملت نتانياهو، مسؤولية التصعيد المحتمل الحالي، قائلةً: إنه "وبعد حوالي 10 أشهر من الحرب في غزة، لم يتمكن نتانياهو من تحقيق النصر الكامل الذي وعد به، بل وبدلًا من ذلك، قد يجر فشل الحكومة، إسرائيل إلى حرب ضد إيران".

وفي الولايات المتحدة، أفادت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن اختيار السنوار يعني تعزيز صعود دوره كزعيم بارز لحماس، ومن جهته، أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن السنوار "كان ولا يزال صاحب القول الفصل في التوصل لوقف إطلاق النار في غزة".