آخر تحديث :الأربعاء-09 أكتوبر 2024-11:51م

اخبار دولية


هل تكون المناظرة الرئاسية بين هاريس وترامب فارقة؟

الأحد - 08 سبتمبر 2024 - 11:18 م بتوقيت عدن

هل تكون المناظرة الرئاسية بين هاريس وترامب فارقة؟

سؤال بلس/وكالات:

لم تخلف مناظرة رئاسية تأثيراً كبيراً على الانتخابات، مثل تلك التي جمعت الرئيس جو بايدن وسلفه دونالد ترامب في 27 يونيو (حزيران). كان أداء بايدن كارثياً إلى درجة أن حزبه ضغط عليه للانسحاب.

ومنذ أن حلت نائبه كامالا هاريس مكانه مرشحة رئاسية عن الديمقراطيين، أصبح السباق محتدماً. إنه يظهر الآن شبه تعادل، وفق نموذج "إيكونوميست". وفي 10 سبتمبر (أيلول)، ستواجه هاريس ترامب في مناظرة رئاسية ثانية. فما الفارق الذي ستصنعه؟

أسس التشكيك
لم يبدأ المرشحون الرئاسيون خوض مناظرات إلا في 1960 عندما تنافس جون كينيدي، وريتشارد نيكسون. ومنذ ذلك الحين، نسب الصحافيون أهمية كبيرة إلى تلك الأحداث. يقال إن المرشحين يكتسبون "زخماً" وإن الأداء الجيد "يغير اللعبة". يمكن للزلات أن تهيمن على الحوار السياسي، ففي مناظرة مع جيمي كارتر مثلاً في 1976، زعم الرئيس جيرالد فورد، على نحو مثير للسخرية، أن بولندا خالية من النفوذ السوفييتي.


ووفق المجلة نفسها، كان علماء السياسة مشككين في تأثير المناظرات. وحلل روبرت إريكسون من جامعة كولومبيا وكريستوفر وليزين من جامعة تكساس بأوستن، الانتخابات الرئاسية من 1960 إلى 2008. ووجدا أن استطلاعات الرأي التي سبقت المناظرات كانت قريبة للغاية من تلك التي أجريت بعد أسبوع منها. ويشير تحليل آخر لإيكونوميست لبيانات جمعها الباحثان نفسهما إلى أن المناظرات لم تصنع فرقاً كبيراً في 2012، أو فى 2016، حين جذبت أول مواجهة مباشرة بين هيلاري كلينتون وترامب عدداً قياسياً من المشاهدين بلغ 84 مليوناً.


مختلفة
برزت المناظرات في 2020، لا بسبب تأثيرها على استطلاعات الرأي، ولكن لأنها لم تكن أكثر من مجرد مباريات شتائم. نعت ترامب بايدن، بالغبي ورد الأخير بأن منافسه "مهرج" طالباً منه الصمت. ووجدت دراسة أنها كانت أقل مواجهة رئاسية إظهاراً للاحترام على الإطلاق.


في ظل ظروف عادية، لا يستغرب أن يكون صنع المناظرات لأي فارق أمراً نادراً. يميل الذين يتابعون المناظرات إلى الاهتمام أساساً بالسياسة، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الحزبيين أكثر ميلاً إلى المشاهدة بالمقارنة مع المستقلين. سيكون العديد من المشاهدين قد اتخذوا قرارهم. وفي معظم الدورات، يكون المرشحون قد خاضوا حملات لأشهر بحلول المناظرات، إما في الانتخابات التمهيدية أو من البيت الأبيض. ويكونون معروفين جداً لدى الناخبين.

لكن هذه الانتخابات مختلفة. أصبحت هاريس بطلة الحزب الديمقراطي في وقت متأخر جداً. وهي أساساً معروفة لدى الذين يتابعون السياسة عن كثب، وليس فقط في سنواتها الأربع في نيابة الرئاسة، ولكن أيضاً منذ أن كانت مشرّعة في مجلس الشيوخ، ومنذ محاولتها الفاشلة للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي في 2020. لكن العديد من الأمريكيين لايزالون يتعرفون عليها. وتشير الأبحاث إلى أن الناخبين يستفيدون على الأكثر من المناظرات، عندما يعرفون أقل عن المرشحين.

حتى الآن، يحب الناخبون ما يرونه، فقبل المناظرة التي تسببت في انسحاب بايدن من السباق مباشرة، كانت نسبة التأييد الصافي لهاريس ناقص 17 نقطة مئوية، ثم قفزت منذ ذلك الحين إلى نقطة. وراقب الأمريكيون مهارتها في المناظرة. فقد واجهت مايك بنس في مناظرة نيابة الرئاسة في 2020 وحققت الفوز، وفق استطلاعات للرأي وقتها. ومنحتها مسيرتها المهنية مدعيةً عامة عزيمة فولاذية، وهو ما ظهر في 2018 عندما استجوبت، بصفتها عضواً في مجلس الشيوخ، بريت كافانو أثناء التدقيق في مؤهلاته للحصول على مقعد في المحكمة العليا.

إذا تمكنت هاريس من إظهار المهارة نفسها ضد ترامب، فقد تكسب المزيد من الأمريكيين في هذه المناظرة. في سباق متقارب، قد يكون ذلك أمراً بالغ الأهمية.