آخر تحديث :السبت-15 مارس 2025-10:00ص

اخبار دولية


مخزون البنتاغون من الصواريخ بدأ "ينفد"

الثلاثاء - 29 أكتوبر 2024 - 07:25 م بتوقيت عدن

مخزون البنتاغون من الصواريخ بدأ "ينفد"

سؤال بلس/وكالات:

أفادت أنباء نقلاً عن مصادر في واشنطن أن وزارة الدفاع باتت تعاني من نقص في بعض أنواع صواريخ الدفاع الجوي، مما يثير تساؤلات حول استعداد البنتاغون للرد على الحروب المستمرة في الشرق الأوسط وأوروبا والصراع المحتمل في المحيط الهادئ.

وبحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" أصبحت الصواريخ الاعتراضية بسرعة أكثر الذخائر المطلوبة خلال الأزمة المتوسعة في الشرق الأوسط، حيث تواجه إسرائيل وحلفاء الولايات المتحدة تهديداً متزايداً من الصواريخ والطائرات بدون طيار التي تطلقها إيران والميليشيات التي تدعمها.



أمر مقلق
وتشير الصحيفة إلى أن النقص يصبح أمراً مقلقاً بعد الضربات الإسرائيلية، الجمعة، على إيران، والتي يخشى المسؤولون الأمريكيون أن تؤدي إلى موجة أخرى من الهجمات المضادة من قبل طهران.

وتعتبر "الصواريخ القياسية" التي تطلق عادة من السفن وتأتي من أنواع مختلفة، من بين الصواريخ الاعتراضية الأكثر شيوعاً التي استخدمتها الولايات المتحدة للدفاع عن الأراضي الإسرائيلية من الهجمات الصاروخية الإيرانية، وهي ضرورية لوقف هجمات ميليشيا الحوثي على السفن الغربية في البحر الأحمر.

وقال المسؤولون الأمريكيون إن الولايات المتحدة أطلقت أكثر من 100 صاروخ قياسي منذ هجوم حماس في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل.

ولا تقوم وزارة الدفاع الأمريكية بالكشف علناً عن مخزوناتها لأنها "معلومات سرية" تخشى واشنطن من أن تقوم طهران ووكلاؤها باستغلالها.

وقالت المتحدثة باسم البنتاغون سابرينا سينغ في بيان: "على مدار العام الماضي، عززت وزارة الدفاع من موقف قواتنا في المنطقة لحماية القوات الأمريكية ودعم الدفاع عن إسرائيل، مع مراعاة جاهزية الولايات المتحدة ومخزونها دائماً".



مخزون البنتاغون
ويثير الاستخدام المكثف لمخزون البنتاغون المحدود من الصواريخ الاعتراضية مخاوف بشأن قدرة الولايات المتحدة وحلفائها على مواكبة الطلب المرتفع غير المتوقع الناجم عن الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا.

ويخشى البنتاغون أن ينفد مخزونه بشكل أسرع من ما يتم إنتاجه، مما يجعل الولايات المتحدة عُرضة لصراع محتمل في المحيط الهادئ.

وبينت الصحيفة أن الولايات المتحدة لم تطور قاعدة صناعية دفاعية مخصصة لحرب استنزاف واسعة النطاق في كل من أوروبا والشرق الأوسط، مع تلبية معايير استعدادها الخاصة.

وقال المحلل نائب مدير برنامج الدفاع التقليدي في مركز ستيمسون في واشنطن إلياس يوسف: "كل من هاتين الحربين عبارة عن صراعات ممتدة، وهو ما لم يكن جزءاً من التخطيط الدفاعي للولايات المتحدة".

وثبت لواشنطن أن زيادة إنتاج الأسلحة أمر صعب بالنسبة للبنتاغون، لأنه يتطلب غالباً أن تفتح الشركات خطوط إنتاج جديدة، وتوسع المرافق وتوظف عمالًا إضافيين، وغالباً ما تكون الشركات مترددة في الاستثمار بهذا التوسع دون أن تعلم إن كان البنتاغون ملتزماً بالشراء بمستويات متزايدة على المدى الطويل.

وأبلغ وزير البحرية كارلوس ديل تورو المشرعين في شهادة له خلال شهر مايو (أيار) أنه يضغط على الصناعة لزيادة إنتاج الصواريخ القياسية، لأن الولايات المتحدة نشرت العديد من الصواريخ الاعتراضية في الشرق الأوسط. وقال إن هناك "بعض الزيادات" في نوعين من الصواريخ القياسية، لكنه أقر بصعوبة زيادة الإنتاج.



التكنولوجيا البديلة
ودفعت المخاوف بشأن نقص الصواريخ الاعتراضية كبار المسؤولين في البنتاغون، إلى النظر في "التكنولوجيا البديلة"، بما في ذلك الاستعانة بشركات أحدث للمساعدة في زيادة إنتاج أنواع جديدة من صواريخ الدفاع الجوي.

وقامت واشنطن ببناء مخزونات من الصواريخ الاعتراضية على مدى السنوات الأخيرة، لكن إطلاق واشنطن للمئات من الصواريخ خلال الصراع في الشرق الأوسط أدى إلى العجز، حيث لا تستطيع "القدرة الإنتاجية" مواكبة ذلك، وفقاً لمحللين ومسؤولين عن الدفاع في الوزارة.

وقال مسؤول دفاعي أمريكي إن شركة "أر.تي.إكس" المنتجة لصواريخ "ستاندر" يمكنها إنتاج بضع مئات كحد أقصى سنوياً. ومع ذلك، فإن هذا الإنتاج ليس كل شيء، مبيناً أن الإنتاج الذي تقوم به الشركة لا يذهب للبنتاغون فقط بل يشمل 14 حليفاً لواشنطن يشترون هذه الصواريخ.

ورفضت الشركة التعليق على قدرتها الإنتاجية، وقال المتحدث باسم الشركة كريس جونسون: "نحن نعمل بشكل وثيق مع وزارة الدفاع لتلبية احتياجاتهم الإنتاجية من الصواريخ القياسية".

وأشارت الصحيفة إلى أن البحرية الأمريكية غالباً ما تطلق صاروخين اعتراضيين لكل صاروخ مهاجم عند الرد كوثيقة تأمين لضمان إصابة الهدف المهاجم وتدميره، ويمكن أن يكلف صاروخ قياسي واحد ملايين الدولارات، مما يجعله وسيلة باهظة الثمن للدفاع ضد تكنولوجيا الأسلحة الإيرانية الصنع التي لا تكلف شيئاً يذكر مقابل ذلك.


وقال أحد المسؤولين في الكونغرس: "هذه ذخائر باهظة الثمن حقاً لإسقاط أهداف الميليشيات الحوثية الرديئة، وكل منها يستغرق شهوراً لاستبدالها وبتكلفة عالية جداً".

وفي الفترة التي سبقت "الضربة الانتقامية" الإسرائيلية على إيران، نشر البنتاغون نظام الدفاع الصاروخي للارتفاعات العالية المعروف بنظام "ثاد" في إسرائيل، وهي الخطوة التي تسمح للولايات المتحدة باستخدام صواريخ اعتراضية أخرى غير الصواريخ القياسية لتعزيز دفاعات إسرائيل. كما نقل البنتاغون أنظمة دفاع صاروخي من منظومة باتريوت إضافية إلى الشرق الأوسط، الأمر الذي تطلب إعادة ترتيب العدد المحدود من البطاريات التي لديه في المخزون لتلبية الطلب على الجبهة في أوكرانيا أيضاً.

وقال الأميرال المتقاعد ومدير أول في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات مارك مونتغومري، إن الاستخدام المكثف للأسلحة مثل الصواريخ الاعتراضية في الشرق الأوسط يعرض أيضاً قدرة البنتاغون على القتال في المحيط الهادئ للخطر.