آخر تحديث :الأربعاء-30 أبريل 2025-12:07ص

تقارير

ضرب الحوثيين يستنفر الفصائل في العراق.. تأهب وتدابير تحسبا لضربات أمريكية محتملة

السبت - 22 مارس 2025 - 01:14 ص بتوقيت عدن

سؤال بلس/وكالات:

بالتزامن مع الضربات المكثفة التي تشنها واشنطن على مواقع ميليشيا الحوثي في اليمن ، افادت تقارير باتخاذ الفصائل والميليشيات الموالية لإيران في العراق تدابير احترازية تحسباً لأي ضربة أمريكية محتملة.

تدابير وتعليمات

هذه التقارير نقلت عن مصادر أمنية عراقية، إن "ميليشيات مسلحة بدأت بإخلاء بعض مقارها، وإعادة الانتشار في مواقع أكثر تحصيناً، وسط حالة استنفار تحسباً لأي تصعيد عسكري قد يستهدفها خلال الساعات أو الأيام المقبلة وان حصولها هي مسألة وقت فقط".

واضافت، أن "هناك تعليمات داخلية بتقليل الظهور العلني للقيادات الميدانية، وتعزيز الإجراءات الأمنية حول الشخصيات البارزة، مع اتخاذ تدابير لضمان استمرار عمليات التنسيق والاتصال رغم هذه التطورات".

وجاء ذلك بعد سلسلة عمليات شنتها واشنطن، خلال الساعات الماضية ومازالت مستمرة ، على مواقع تابعة لميليشيا الحوثي في اليمن، حيث توزعت الضربات على محافظات خاضعة لسيطرة الجماعة، وشملت أهدافاً عسكرية ومنشآت حيوية، وسط تصعيد غير مسبوق.

واستخدمت القوات الأمريكية في هذه العمليات صواريخ "توماهوك كروز"، وأسلحة نوعية قادرة على اختراق التحصينات الجبلية، في هجوم وُصف بأنه الأعنف من نوعه، ما أثار مخاوف لدى الميليشيات المسلحة في العراق من احتمال تعرضها لضربات مماثلة.

وماعززت هذه المخاوف ، تقارير صحفية، يوم الاثنين، تحدثت عن إيصال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث رسالة تحذير "شديدة اللهجة" إلى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، خلال اتصاله معه مساء الأحد.

وقالت مصادر مطلعة، إن "هيغسيث أبلغ السوداني بأن أي تدخل للفصائل المسلحة العراقية، بشأن الاستهداف الأمريكي ضد الحوثيين في اليمن، سيدفع واشنطن لرد عسكري سريع ضد تلك الفصائل داخل العراق، ولهذا يجب منعها من أي تدخل كما حصل سابقاً في حرب لبنان وغزة".

وأضافت المصادر، أن "وزير الدفاع الأمريكي شدد على السوداني بضرورة الإسراع بحسم ملف نزع سلاح الفصائل المسلحة والعمل على تفكيكها، وأكد أن هذا الملف محل اهتمام كبير لدى الرئيس ترامب وإدارته، فيما أكد السوداني بان الحكومة تعمل على ذلك ولديها حوارات مع الأطراف المسلحة للوصول الى اتفاق بهذا الخصوص".

وان الاتصال الهاتفي الذي تلقاه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني من وزير الدفاع الأمريكي " حمل رسالة واضحة بشأن خطورة بقاء الميليشيات المسلحة فاعلة في المشهد العراقي".

مشهد إقليمي أوسع

ويرى مختصون أن الهجوم على ميليشيا الحوثي ليس مجرد رد فعل أمريكي، بل يأتي ضمن إستراتيجية أوسع تهدف إلى مواجهة تهديدات الأمن القومي الأمريكي، ومواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة.

ويرى الباحث في الشأن السياسي، محمد التميمي، أن التطورات الأخيرة تمثل جزءاً من مشهد إقليمي أوسع، حيث تتجه المنطقة نحو تحولات كبرى تعيد رسم موازين القوى، ما يجعل التحرك ضد الحوثيين غير مفاجئ، بل كان متوقعاً في سياق شرق أوسط جديد يتشكل سريعاً، تتبدل فيه التحالفات وتتغير فيه طبيعة المواجهات، إذ تسعى واشنطن إلى فرض واقع مختلف بعد سنوات من الفوضى الأمنية وتنامي النفوذ الإيراني في أكثر من ساحة.

وأضاف التميمي لـ(باسنيوز) أن "العراق لا يبدو بعيداً عن هذه التحولات، فبعد توقف الحرب في غزة وانهيار حزب الله في لبنان، وسقوط النظام في سوريا، تبدو بغداد أمام استحقاقات مشابهة، خاصة أن الغطاء الذي كانت توفره الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة جو بايدن قد أصبح جزءاً من الماضي مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وهو رئيس يفضل المواجهة المباشرة، سواء من خلال العمليات العسكرية أو عبر الضغوط الاقتصادية والسياسية".

وأشار إلى أن "هذا التحول في السياسة الأمريكية قد يفرض واقعاً جديداً على الحكومة العراقية، التي كانت تستفيد بشكل غير مباشر من سياسة التهدئة التي انتهجتها إدارة بايدن، ومع تغير هذه المعادلة، فإن التساؤلات تتزايد حول مدى قدرة بغداد على التكيف مع هذه المتغيرات، خاصة في ظل وجود ملفات عالقة تتعلق بالميليشيات والسلاح المنفلت والوجود الأمريكي داخل العراق".

بدوره، قال النائب في البرلمان العراقي، نايف الشمري ، إن "التحركات الأمريكية الأخيرة في اليمن لا يمكن فصلها عن التطورات الإقليمية، وتحديداً الوضع العراقي بشكل عام".

وأضاف في تصريح صحفي، أن "الحكومة العراقية، تبذل جهوداً كبيرة في ضبط إيقاع الفصائل المسلحة ومنع التصعيد، حيث يتدخل رئيس الوزراء السوداني شخصياً لضمان عدم الانجرار إلى مواجهات لا تصب في مصلحة العراق، في وقت تواجه فيه البلاد تحديات اقتصادية وأمنية متزايدة".

وبعد اندلاع حرب غزة كثفت ميليشيات عراقية من استخدام الطائرات المسيرة "الانقضاضية" في هجماتها ضد إسرائيل، مستهدفة مواقع عسكرية إسرائيلية في مناطق الجولان والغور.

وتعتمد هذه الميليشيات على الأراضي الصحراوية الواقعة ضمن المثلث العراقي السوري الأردني كمنطلق لإطلاق المسيّرات باتجاه أهداف إسرائيلية، الأمر الذي دفع إسرائيل إلى التلويح بشن هجمات ضد تلك الميليشيات داخل العراق.

استهداف اذرع ايران

بدوره، أوضح الباحث في الشأن الأمني، كمال تحسين، أن "الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة باتت أكثر وضوحاً، حيث يبدو أنها تسير بخطى متسارعة نحو تقليم أظافر إيران بالكامل، عبر استهداف أذرعها العسكرية والسياسية على عدة جبهات".

مضيفاً ، أن "واشنطن بدأت بإعادة رسم معادلة النفوذ في الشرق الأوسط، فبعد إنهاء حرب غزة وفق شروطها، والضربات الموجعة التي وجهتها إسرائيل لقيادات حزب الله، والدفع باتجاه تغيير نظام بشار الأسد، بات واضحاً أن الهدف التالي هو تفكيك معادلة النفوذ الإيراني في اليمن والعراق".

مشيراً ، إلى أن "الميليشيات الحوثية والميليشيات العراقية أصبحتا آخر ما تبقى لإيران من أوراق عسكرية فاعلة في المنطقة، إلا أن الضربات الأمريكية الأخيرة تؤكد أن هذه الأوراق باتت في دائرة الاستهداف المباشر، ما يعني أن المشروع الإيراني برمّته يواجه إعادة تشكيل قسرية تُفرض عليه من قوى كبرى".

حل ملف الميليشيات

ومنذ أشهر، تبذل السلطات العراقية جهودًا مكثفة لحل ملف الميليشيات المسلحة، عبر سلسلة من الحوارات والمفاوضات التي تهدف إلى احتواء نفوذها وضبط تحركاتها، ورغم هذه المساعي، إلا أن المحادثات لم تثمر عن نتائج ملموسة.

ويرى خبراء أن الأهداف المحتملة لأي تصعيد في العراق قد تشمل القواعد والمواقع العسكرية التابعة للميليشيات المدعومة من إيران، مثل كتائب حزب الله، والنجباء، بالإضافة إلى المنشآت التي تُستخدم لتخزين الأسلحة أو التخطيط لهجمات ضد إسرائيل .