آخر تحديث :الأحد-25 مايو 2025-05:51م

اخبار محلية

سجن ألماني لأول عنصر حوثي.. خفايا المتهم بالانتماء للحوثيين في ألمانيا

الأحد - 25 مايو 2025 - 03:28 م بتوقيت عدن

سؤال بلس/خاص:

في سابقة غير معهودة، أقرت السلطات القضائية الألمانية اعتقال رجل يمني، بتهمة الانتماء لمنظمة إرهابية أجنبية، هي "ميليشيا الحوثي"، بعد القبض عليه من قبل ضباط من مكتب شرطة الجرائم البافارية، أثناء وجوده في مدينة داخاو القريبة من مدينة ميونخ.

وصادق مكتب المدعي العام الألماني، على مذكرة توقيف للمواطن اليمني (حسين ح)، لكونه مشتبها فيه بشدة بأنه كان عضوًا في منظمة إرهابية بالخارج عندما كان شابًا بالغًا، وذلك بناءً على ما أقره قاضي التحقيق بالمحكمة الاتحادية العُليا، بعد عرضه عليه الخميس، الذي أصدر حكمًا بتوقيفه، وأقر بإيداعه الحبس الاحتياطي.

وتضمنت مذكرة الاعتقال، بحسب الموقع الرسمي للادعاء العام الألماني، تهمًا بشكل أساسي، تمثلت في انتمائه لميليشيا الحوثيين، التي جاء تعريفها من قبل الأجهزة الألمانية على أنها "منظمة ذات توجه إسلامي متشدد"، وتقوم بتنفيذ هجمات عسكرية داخل اليمن، وعلى السفن التجارية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

وبحسب المذكرة، فإن (حسين ح) قد انضم إلى ميليشيا الحوثيين في اليمن في أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2022، إذ انخرط في بداية الأمر في دورات تدريبية أيديولوجيه، قبل خضوعه لتدريبات عسكرية لمدة وصلت إلى 3 أشهر.

ولفتت المذكرة، إلى أنه "زُجّ به للقتال ضمن صفوف ميليشيا الحوثيين في إحدى الجبهات التابعة للتنظيم، الموجودة في محافظة مأرب شمال شرقي اليمن، وذلك لفترة وجيزة مطلع العام التالي 2023".

وإزاء ذلك، قال وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المُعترف بها دوليًا معمر الإرياني، إن: "إعلان السلطات الألمانية اعتقال أحد عناصر ميليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، خطوة مهمة تؤكد التوجه الأوروبي والدولي المتصاعد نحو التعامل مع الميليشيا كتنظيم إرهابي عابر للحدود، شأنها شأن الجماعات الإرهابية الأخرى كداعش والقاعدة".

واعتبر الإرياني، في منشور أورده عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، بأن: "توجيه تهم الانتماء إلى منظمة إرهابية وارتكاب جرائم ضد الإنسانية لهذا العنصر الحوثي، يرسل رسالة واضحة مفادها أن المجتمع الدولي بات يدرك طبيعة الخطر الذي تمثله الميليشيا، ليس على اليمن فقط، بل على الأمن الإقليمي والدولي، وخصوصاً في الممرات الملاحية الحيوية".

وأضاف: "لم تعد جرائم ميليشيا الحوثيين محصورة في الداخل اليمني، بل امتدت لتهديد التجارة العالمية وابتزاز المجتمع الدولي، وهو ما يفسر هذا التحرك الأوروبي باعتباره رد فعل على تهديدات مباشرة لمصالح وأمن العالم".

وتابع الإرياني: "ويؤشر هذا التطور، إلى تحول نوعي في تعامل المجتمع الدولي مع عناصر الميليشيا الحوثية الموجودين خارج اليمن، وبدء مرحلة جديدة من الملاحقات القانونية على خلفية الانخراط في أنشطة إرهابية، وهو ما يعزز من حالة الضعف التي تمر بها الميليشيا على الصعيدين السياسي والعسكري، ويؤكد أن هناك إرادة دولية متبلورة لعزلها ومحاسبة قياداتها وعناصرها".

من جانبه، يرى وكيل وزارة الإعلام أسامة الشرمي، أن: "انخراط ميليشيا الحوثي في ما يسمى بحرب الساحات الإيرانية، واستهدافها للملاحة الدولية في البحر الأحمر، سارع من وتيرة تصنيف هذه الجماعة كجماعة إرهابية، خصوصًا بعد التصنيف الصادر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبالتالي جميع عناصر هذه الميليشيا، وكل المتعاونين معها والمتعاملين والميسرين لها، سيصبحون تحت أنظار الأجهزة الأمنية في كل دول العالم، ولن يُستثنى أحد من ذلك".

وأضاف الشرمي، أن "القرارات الصادرة مؤخرًا تحديدًا من الولايات المتحدة، تجعل الجميع ينشط في مكافحة هذا التنظيم العنقودي الذي حاول الانتشار في أكثر من دولة".

وأشار الشرمي، إلى أن "الاعتقال الذي حصل لأحد عناصر ميليشيا الحوثي، من قبل السلطات الألمانية، الذي يعتقد بأنه قاتل مع عناصر الميليشيا في مأرب، يؤكد أن الميليشيا الآن أصبحت أكثر عُزلة، بينما كان مقاتلوها في مراحل سابقة يتجولون بين عواصم دول العالم، بحثًا عن الدعم وادعاء المظلومية، واستغلال ذلك في نشر الأفكار الخاصة بهم، وتزييف الرأي العام الدولي بشكل عام، من خلال الأجندات والبروبغندات التي أخرجتها مطابخ إيرانية متخصصة في التسويق والإعلام والدعاية".

وذكر الشرمي، أن "هذه السابقة التي حصلت في ألمانيا، ستجعل الكثير من الخلايا الحوثية تُفعّل وضعية النوم، بعد أن كانت نشطة لمدة سنوات، وأسهمت بشكل كبير جدًا في جلب دعم دعاية وتأييد لها، وربما حتى التجميد لصالحها في أوساط اليمنيين، خصوصًا المنتشرين في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية".

وقال الشرمي: "في اعتقادي أن هذه الخطوة ممتازة، ويجب أن نسمع بالكثير من مثيلاتها في الأيام المقبلة، حتى يتوقف الانتشار السرطاني لهذه الميليشيا، تحديدا في دول أوروبا، وفي أفريقيا وتحديدا في القرن الأفريقي، التي باتت الميليشيا تمتلك فيها خلايا تابعة لها بشكل واضح، وتبرم اتفاقات مع تنظيمات إرهابية أخرى كما حدث ذلك في الصومال".

وشدّد، على ضرورة "مراقبة عناصر ميليشيا الحوثي التي تنشط في الخارج على أكثر من صعيد، كونها عناصر إرهابية، تُشكّل خطرًا كبيرًا على اليمن أولًا وعلى المجتمع الدولي بشكل عام".

بدوره، لفت الناشط الحقوقي رياض الدبعي، إلى أن "الخطير في هذا الملف، أن القضاء الألماني لأول مرة يفتح تحقيقًا جنائياً ضد فرد مرتبط بميليشيا الحوثيين، على خلفية نشاط إرهابي عابر للحدود، وهو ما قد يفتح الباب لتصنيف الميليشيا رسمياً كمنظمة إرهابية في أوروبا".

يُشار إلى أن السلطات الأمريكية في مطار جون كنيدي بولاية نيويورك قد أرجعت الأربعاء الماضي مسافرًا يمنيًا، تحصّل على فيزا لم شمل من والده، إلا أنه وجد في هاتفه الجوال أغنيات حوثية (شيلات/ زوامل) ليتم منعه من دخول البلاد، وجرى وضع اسمه في قائمة الرفض الأبدي من دخول الولايات المتحدة، وسبقت تلك الحادثة حادثة مماثلة في مطار أمريكي آخر الأسبوع الماضي.