آخر تحديث :الأحد-01 يونيو 2025-11:05م

اخبار دولية


هل تكون تايوان سبباً للحرب بين بكين وواشنطن؟

السبت - 31 مايو 2025 - 11:19 م بتوقيت عدن

هل تكون تايوان سبباً للحرب بين بكين وواشنطن؟

سؤال بلس/وكالات:

توعد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث بـ"عواقب وخيمة"، إذا ما سعت الصين إلى "غزو" تايوان، وذلك في خطاب بدا وكأنه يهدف إلى تهدئة المخاوف في آسيا بشأن التزام الولايات المتحدة تجاه حلفائها، وتعد تصريحاته الأكثر حزماً حتى الآن بشأن تايوان، بالإشارة إلى أن التهديدات الصينية للجزيرة وشيكة وقريبة جداً.

وفي تحليل لصحيفة "وول ستريت جورنال" فإن خطاب وزير الدفاع الأمريكي يكشف هدف واشنطن، المتمثل في "منع الحرب" من خلال الردع مع الحلفاء، لكن إذا فشل الردع في تحقيق غايته، فهل تنفذ واشنطن تهديد وزير دفاعها، الذي قال إن "بلاده مستعدة لفعل ما تجيده وهو القتال والانتصار بشكل حاسم"؟.


آسيا وأولوية ترامب
وبحسب الصحيفة، تعد آسيا المنطقة ذات الأولوية لإدارة ترامب، ولطالما كافحت الولايات المتحدة لإعادة تقييم التزاماتها في أوروبا والشرق الأوسط للتركيز على آسيا، حيث وعد ترامب ترامب بعد تسلمه منصبه بإنهاء الصراع في أوكرانيا، لكن جهوده حتى الآن باءت بالفشل.

وبحسب تحليل لخبراء تحدثوا للصحيفة، لم يُفصّل وزير الدفاع كيفية ردّ الولايات المتحدة على العدوان الصيني على تايوان، وقالت المديرة الإدارية لبرنامج المحيطين الهندي والهادئ في صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة بوني غلاسر، إن تعليقات هيغسيث "كانت الأكثر حدةً من أي وزير دفاع أمريكي".

وأضافت: "الرسالة الرئيسية هي أن ترامب يريد السلام من خلال القوة، وأن الولايات المتحدة تعتقد أن تكثيف الجهود في المنطقة يمكن أن يضمن عدم استخدام الصين للقوة في عهد ترامب" على الأقل.

من جانبها قالت بكين على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية: "في الواقع، الولايات المتحدة هي الدولة المهيمنة الحقيقية في العالم، وهي العامل الأكبر الذي يُقوّض السلام والاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ"، وأضاف البيان أن "على واشنطن التوقف عن مفاقمة التوترات في المنطقة".



الصين وحقيقة التهديد
وبحسب تحليل الأستاذ المساعد في جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة ديلان لوه: "ستتلقى رسالة تصوير الصين كتهديد أمني ردود فعل متباينة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. حتى مع رغبة الدول في الاطمئنان إلى استمرار الوجود الأمريكي، إلا أن بعضها ليس على استعداد لقبول أو الموافقة على تصورات واشنطن وتهديد الصين".

والجدير بالذكر أن الصين في السنوات الأخيرة بنت أكبر قوة بحرية في العالم، (وهو لقب كانت الولايات المتحدة تحمله سابقاً)، وترسانة هائلة من الصواريخ، تهدف إلى جعل مساحات شاسعة من المحيط الهادئ محظورة على خصومها.

في غضون ذلك، تسارع تايوان إلى إصلاح جيشها استعداداً لما تعتبره غزواً صينياً محتملًا كما كثّفت بكين مناوراتها العسكرية حول الجزيرة، بما في ذلك تنظيم عمليات حصار محاكاة، تقول كل من تايوان والولايات المتحدة إنها قد تتحول دون سابق إنذار إلى هجوم فعلي، وهو حدث من شأنه أن يُشعل أزمة عالمية، لا يُحمد عقباها.


العصا والجزرة
وقال الأستاذ المساعد في جامعة نانيانغ التكنولوجية: "إن المخاطر السياسية التي يتعرض لها وزير الدفاع نفسه والدولة تفوق أي مكافآت تُجنى". وبينما تُفوت فرصة لقاء كبار مسؤولي الدفاع الآخرين فإنهم لا يريدون الخروج عن المسار، أو أن يُفهموا على أنهم يخرجون عن المسار في فترة حساسة للعلاقات الأمريكية الصينية".

وقال المحلل العسكري في جامعة تسينغهوا في بكين والعقيد المتقاعد في الجيش الصيني تشو بو، إن الصين لم تعتبر "حوار شانغريلا" حدثًا ذا أهمية خاصة، حيث كانت المناقشات تميل إلى السلبية تجاه بكين". مضيفاً أن الصين تُولي أهمية أكبر لمؤتمرها الأمني ​​الخاص (منتدى شيانغشان)، الذي يُعقد في بكين.

ويرى بعض المحللين أن قرار الصين عدم إرسال وزير دفاعها قد يكون مقصوداً به تجنب التعقيدات التي قد تنشأ عن تفاعلات غير مُخطط لها، وربما مُثيرة للانقسام، مع نظرائها الغربيين.