آخر تحديث :الخميس-05 يونيو 2025-04:15م

تقارير

قبائل «دهم» اليمنية تتوحد ضد الحوثي.. واجهة جديدة لاستعادة الجوف

الثلاثاء - 03 يونيو 2025 - 10:01 م بتوقيت عدن

سؤال بلس/وكالات:

بعد 4 أعوام من تسليم إخوان اليمن لمحافظة الجوف كـ"هدية" للحوثيين، انبعث حراك قبلي جديد في سبيل استعادة المحافظة من قبضة المليشيات.

وعلى بلدة الريان في صحراء الجوف، احتشد المئات من رجال قبائل دهم في 1 يونيو/حزيران الجاري لتأسيس إطار قبلي جامع بقيادة نخبة من أبناء المحافظة الذين لعبوا دورا كبيرا في مقارعة مليشيات الحوثي.

وأعلن المشاركون عن تأسيس إطار قبلي يحمل توقيع "حلف قبائل دهم" كرافعة قبلية لتمثيل المحافظة التي تطل على محافظات عمران من الغرب، وصنعاء من الجنوب الغربي، ومأرب من الجنوب، وحضرموت من الشرق، وصعدة من الشمال.

وقبائل دهم تنتمي لقبيلة بكيل الشهيرة، وتتألف من 9 قبائل هي ذو حسين، ذو محمد، بني نوف، همدان، المعاطره، العمالسة، آل مسعود، وآل سالم، ويلقب رجالها بـ"المعينيين" نسبة لحضارة معين التي قامت في النصف الثاني من الألف الأول قبل الميلاد.

وتستوطن دهم المديريات الـ12 التابعة لمحافظة الجوف التي تبعد عن صنعاء مسافة 143 كيلومترا وقد نجحت الشرعية في تحرير غالبية أراضيها عام 2016، قبل أن يسلمها الإخوان مطلع مارس/آذار 2020، في معركة كانت أشبه بـ"التسليم"، وفقا لمراقبين.

محاور رئيسية
يعد حلف قبائل دهم بصمة جديدة نحو استعادة الجوف وقد شارك في إطلاقه مشايخ وأعيان ووجهاء وشباب إلى جانب عدد من القبائل المجاورة، في حدث قبلي غير مسبوق مثّل نقطة تحول في مسيرة القبيلة اليمنية نحو استعادة دورها وتوحيد صفوفها.

ونصب حلف قبائل دهم الشيخ عبدالرحمن مرعي زعيما له واختار 19 نائبا، بالإضافة للشيخ محسن العصار أمينا عاما للحلف و4 آخرين مساعدين له.

وخلال المؤتمر العام الأول لإشهار حلف قبائل دهم، أكدت القبائل على 9 نقاط محورية أبرزها "إعادة توحيد دهم تحت مظلة واحدة، وحشد الطاقات والجهود لاستعادة كافة أراضيهم في محافظة الجوف من مليشيات الحوثي".

وأقر المؤتمر في بيانه "المشاركة في القرار العسكري والإداري في مناطق قبائل دهم، ورفض أي تمثيل زائف ينتحل صفة القبيلة"، مؤكدا "التنسيق والتعاون بين القبيلة وسلطات الدولة ممثلة بالمجلس الرئاسي ومحافظ المحافظة في إدارة شؤون مناطقهم بما يضمن للقبيلة مصالحها المشروعة ورفع مستوى حضورها في التمثيل وقضايا الشأن العام".

وأكد البيان "تعزيز العلاقات مع التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، انطلاقا من الروابط التاريخية والامتداد القبلي والحدودي المشترك بين قبائل دهم في الجوف والمملكة، بما يخدم أمن واستقرار المنطقة.

كما أكد ضرورة "العمل على محاربة الفساد بجميع أشكاله ، واتخاذ موقف واضح ومسؤول من المؤسسات المتورطة في نطاق المحافظة"، بالإضافة لصون المعاهدات التاريخية وبناء علاقات استراتيجية مع القبائل المجاورة لمحافظة الجوف على أساس المصالح المشتركة ، والانتماء القبلي ، ووحدة المصير، بما يعزز التعاون في مختلف القضايا المصيرية.

وأقر "تفعيل آليات الصلح وحل النزاعات داخليا بين أبناء قبيلة دهم ، أو خارجيا مع القبائل الأخرى ، لحفظ النسيج الاجتماعي وتعزيز التلاحم القبلي، إضافة لفتح قنوات التواصل مع أبناء قبيلة دهم المتواجدين في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية ، بهدف التنسيق والتعاون بما يحفظ أفراد القبيلة، ويصون مصالح أبنائها، ويعزز تماسكها الاجتماعي في مواجهة محاولات التفكيك والاستقطاب.

ورفض البيان "استغلال القبيلة في صراعات القوى والتنظيمات، ورفض الزج بها خدمة لأجندات لا تمثلها ولا تخدم قضاياها العادلة، مشيرا إلى السعي لترسيخ مبدأ المساواة بين جميع أبناء الجوف، ورفض الفوارق والطبقات الاجتماعية والعنصرية المقيتة.

جانب من اجتماع قبائل دهم بالجوف

صياغة جديدة
يأتي تشكل حلف قبائل الجوف في ظل ظروف استثنائية تمر بها المحافظة، وما شهدته من تغييب لكفاءات مشهود لها، وصعود لأطراف ساهمت في تأزيم الأوضاع وتوسيع فجوة الثقة مع المؤسسات الرسمية والتحالف العربي، وهو ما دفع أبناء القبيلة إلى السعي نحو صيغة تنظيمية تعبر عن صوتهم وتستعيد دورهم في خدمة الأرض والناس.

ودعا الحلف في بيانه الختامي للتعاون مع التحالف العربي، وكذا مع الحكومة الشرعية ممثلة بالمجلس الرئاسي ومحافظ المحافظة، للعمل المشترك في خدمة المجتمع وتحقيق الأمن والاستقرار بما يراعي خصوصية القبيلة ويستجيب لتطلعات أبنائها.

وتعليقا على تأسيس الحلف في الجوف، حث الناشط السياسي عبدالسلام القيسي المجلس الرئاسي على التقاط الفرصة السانحة لتوحيد قبائل دهم في سبيل استعادة المحافظة من قبضة مليشيات الحوثي.

وأعرب القيسي عن ثقته بقبائل دهم في استرداد أراضيها من قبضة الحوثيين، مشيرا إلى أهمية تجربة القبيلة وتسليمها إمكانيات المعركة في الجوف بهدف استعادة هذه المحافظة التي تعد مفتاح لـ5 محافظات أخرى.

وكان حلف قبائل دهم أكد أنه "ليس كيانا سياسيا ولا حزبيا، ولا يحمل أي طابع أيديولوجي أو فئوي أو عنصري، وليس موجها ضد أي جهة، بل هو إطار قبلي جامع، يعبر عن إرادة أبناء دهم، ويهدف إلى حماية مصالحهم، وصون كرامتهم، وتعزيز دورهم، وبناء علاقات متوازنة ومستقرة مع محيطهم المحلي والإقليمي".