آخر تحديث :الأربعاء-25 يونيو 2025-11:42م

اخبار دولية


هل دمرت أمريكا النووي الإيراني؟

الأربعاء - 25 يونيو 2025 - 11:42 م بتوقيت عدن

هل دمرت أمريكا النووي الإيراني؟

سؤال بلس/وكالات:

لطالما كان يعتقد أن واحدة على الأقل من المنشآت النووية الرئيسية في إيران، وهي محطة تخصيب اليورانيوم في فوردو، مخفية على عمق بالغ تحت الجبال، بحيث سيكون من الصعب جداً على إسرائيل تدميرها.

وقد استهدفت القوات الإسرائيلية منشأة نطنز، وهي موقع تخصيب آخر، إضافة إلى أصفهان، حيث يحول اليورانيوم الصلب إلى غاز من أجل التخصيب، ثم يعاد تحويله إلى حالته الصلبة، إلى جانب مواقع أخرى. أما فوردو، فقد تُرك أمرها للأمريكيين.

وقد شكك بعض الخبراء بحسب صحيفة "تايمز" البريطانية، فيما إذا كانت الهجمات الإسرائيلية التي بدأت في 12 يونيو (حزيران) ستؤدي إلى أكثر من تأخير مؤقت في البرنامج النووي الإيراني. لكن الشكوك تضاءلت كثيراً بشأن فعالية الغارات الأمريكية يوم السبت الماضي.

وبالتالي، فإن الهجوم الإسرائيلي على إيران كان مقامرة، خاصة إذا لم يكن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو قد أقنع الرئيس دونالد ترامب بالمشاركة في الهجوم باستخدام قاذفات B2 الأمريكية وقنابل “"البانكر باستر" GBU-57.

المنشآت الإيرانية
لكن ترامب وافق على ذلك، ورغم تشكيك بعض المحللين، افترض هو ونتانياهو أن تلك القنابل ستؤدي المهمة كما ينبغي. لكن يبدو أن ذلك لم يكن الحال تماماً كما تقول الصحيفة.


فقد زعمت إسرائيل أن التهديد النووي الإيراني وشيك، بعدما قامت إيران بتخصيب أكثر من 400 كغ من اليورانيوم إلى مستوى 60%، أي أقل قليلاً من نسبة الـ 90% المطلوبة لصناعة قنبلة نووية. ووفقاً للأمم المتحدة، فإن هذه الكمية من الوقود، إذا تم تحويلها إلى سلاح، تكفي لصناعة تسع رؤوس نووية.

وضربت الصواريخ الإسرائيلية منشأة نطنز، ويعتقد أنها عطلت أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في التخصيب، كما قتلت بعضاً من كبار علماء إيران النوويين وأعلى قائدين عسكريين، وأصابت مساعداً بارزاً للمرشد الأعلى علي خامنئي، وهو المسؤول عن السياسات النووية، بجروح بالغة.

وقد جاء هذا الهجوم بعد يوم واحد من إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران انتهكت التزاماتها في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي لأول مرة، بسبب رفض طهران تقديم معلومات عن مخزونها النووي، وقبل أيام من جولة جديدة من المحادثات المقررة بين إيران والولايات المتحدة للحد من البرنامج النووي.

"مطرقة منتصف الليل"
ومع ذلك، فقد خلصت وكالات الاستخبارات الغربية، بما فيها الأمريكية، إلى أن إيران لم تتخذ قراراً ببناء قنبلة نووية، رغم امتلاكها المعرفة الكافية لذلك.

وتؤكد إيران باستمرار أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية، لكن بعض المسؤولين ألمحوا إلى إمكانية بناء قنبلة إذا تعرضت مواقعهم لهجوم.


وحتى قبل انضمام الولايات المتحدة إلى العملية، قال أحد الخبراء إن الضربات الإسرائيلية قد تقرب لحظة اتخاذ قرار تصنيع القنبلة. وقالت كيلسي دافنبورت، مديرة سياسات حظر الانتشار النووي في "جمعية الحد من الأسلحة" إنه "من المرجح الآن أن تنسحب إيران من معاهدة حظر الانتشار وتتخذ قراراً ببناء سلاح نووي".

وتابعت للصحيفة: "لا يمكن لإسرائيل تدمير المعرفة التي اكتسبتها إيران حول تطوير الأسلحة النووية. هناك بالفعل خطر حقيقي بأن إيران قد بدأت بتحويل اليورانيوم المخصب إلى مواقع سرية. الهجمات الإسرائيلية قد تؤخر البرنامج، لكنها لا تستطيع إيقافه إلى الأبد".

أسلحة إسرائيل
ويزداد هذا القلق اليوم أكثر من أي وقت مضى. فقد أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها لا تعرف مكان مخزون إيران البالغ 400 كغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%.

ورغم أن هذا اليورانيوم لم يصل بعد إلى مستوى 90%، إلا أنه يمكن تحويله إلى سلاح نووي بدائي.

ومن المعروف على نطاق واسع أن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية، رغم أنها لم تؤكد أو تنفِ ذلك رسمياً.

وفي عام 1986، كشفت صحيفة "تايمز" عن أسرار مصنع تحت الأرض في صحراء النقب، كان يصنع الرؤوس الحربية النووية منذ 20 عاماً آنذاك.

ويعتقد أنه كان قد بدأ بالفعل إنتاج أسلحة حرارية نووية (هيدروجينية)، ذات قدرة تدميرية تكفي لمحو مدن بأكملها.