آخر تحديث :السبت-28 يونيو 2025-10:51م

اخبار محلية


صحيفة أمريكية : إسرائيل اختبرت ضرب إيران من خلال استهداف الحوثيين في اليمن

السبت - 28 يونيو 2025 - 05:00 م بتوقيت عدن

صحيفة أمريكية : إسرائيل اختبرت ضرب إيران من خلال استهداف الحوثيين في اليمن

سؤال بلس/خاص:

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية في تقرير نشرته يوم الجمعة، أن الاحتلال الإسرائيلي استخدم ساحة الصراع اليمنية لاختبار قدراته العسكرية على توجيه ضربات بعيدة المدى تمهيدًا لهجومه على إيران، من خلال تنفيذ عمليات جوية ضد مواقع جماعة الحوثيين خلال الأشهر الماضية.

اختبار عملي لضرب إيران

وبحسب التقرير، فإن الهجمات الإسرائيلية على الحوثيين في اليمن خلال العام الماضي، لم تكن فقط لأهداف تكتيكية مرتبطة بالجماعة المدعومة من إيران، بل كانت في جوهرها تجارب ميدانية لتحسين مدى ودقة الطيران القتالي الإسرائيلي في حال اندلاع مواجهة مباشرة مع طهران.

وكتبت الصحيفة أن سلاح الجو الإسرائيلي استخدم هذه العمليات لاختبار قدراته على تنفيذ ضربات جوية على مسافات طويلة، تحاكي المسافة الفاصلة بين "إسرائيل" ومنشآت إيران النووية، والتي تزيد عن 1000 ميل.

وأكدت "وول ستريت جورنال" أن الطيارين الإسرائيليين تدرّبوا على الطيران في تشكيلات تتكون من 6 إلى 10 طائرات مقاتلة تحلق برفقة طائرة واحدة للتزود بالوقود في الجو، مع تنفيذ عمليات التزود بالوقود لمرات متكررة أثناء الرحلة، وهو تمرين معقد ومكلف وغير ممكن داخل الأجواء الضيقة لفلسطين المحتلة التي لا يتجاوز طولها 290 ميلاً.

كما تم تدريب الطيارين على تنسيق توقيت إطلاق الصواريخ بحيث تسقط خلال نافذة زمنية دقيقة تتراوح بين 15 إلى 20 ثانية بين كل صاروخ وآخر، لضمان تحقيق أقصى دمار للهدف المراد ضربه.

الاستعدادات لحرب محتملة

التقرير الأمريكي أشار إلى أن إسرائيل استمرت لسنوات في التحضير لضربات ضد إيران، لكنها كانت تصطدم بمعارضة داخلية من بعض وزراء الحكومة ورؤساء الأجهزة الأمنية الذين كانوا يخشون التورط في حرب مفتوحة مع إيران أو استفزاز واشنطن، التي كانت تتبنى حتى وقت قريب مقاربة دبلوماسية مع طهران.

غير أن الحسابات تغيرت في يونيو/حزيران الجاري، مع تصاعد التوتر الإقليمي وانخراط إيران في دعم مباشر لحلفائها في لبنان واليمن، ما أدى إلى اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة بين إسرائيل وإيران في 12 يونيو/حزيران 2025، بحسب الصحيفة.

التدخل الأمريكي الحاسم

وفي تطور نوعي للصراع، دخلت الولايات المتحدة رسميًا في المواجهة يوم 22 يونيو/حزيران 2025، عبر ضربات جوية مركزة استهدفت منشآت إيران النووية في نطنز وفوردو وأصفهان، الأمر الذي منح إسرائيل غطاءً دوليًا ودعمًا لوجستيًا لم تكن قادرة على تأمينه منفردة.

وقالت "وول ستريت جورنال" إن التدخل الأمريكي كان حاسمًا في ترجيح كفة إسرائيل خلال الأيام الأخيرة من الحرب، التي استمرت 12 يومًا. وقد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف إطلاق النار في 24 يونيو/حزيران، بعد نجاح الضربات المشتركة في إضعاف القدرات النووية الإيرانية.

أبعاد إقليمية ودلالات خطيرة

وتطرح هذه المعطيات عدة دلالات خطيرة، أبرزها أن اليمن، الذي يعيش حالة حرب داخلية منذ نحو عقد من الزمن، بات ساحة اختبار استراتيجية لصراعات دولية، وأداة في ميزان القوى الإقليمية والدولية.

كما تؤكد التقارير أن جماعة الحوثيين، المدعومة من إيران، تحولت من فصيل محلي إلى جزء من معادلة إقليمية أكبر، ما يعزز احتمالية تصعيد الصراع على الأراضي اليمنية في حال استمرار المواجهة بين طهران وتل أبيب.

وفي هذا السياق، يرى مراقبون أن اختبار إسرائيل لقدراتها في اليمن لا يعني فقط استغلال جغرافي لساحة بعيدة عن أراضيها، بل يعكس انتقال الصراع الإيراني الإسرائيلي إلى مرحلة جديدة من المواجهة غير المباشرة عبر أطراف وميادين متعددة.

ختام

تكشف معلومات "وول ستريت جورنال" عن وجه خفي للحرب في اليمن، وعن استخدام الحوثيين كورقة اختبار عسكري لصراعات إقليمية أكبر. كما تثير تساؤلات حول مستقبل الأمن في المنطقة، في ظل استخدام دول كبرى لصراعات محلية لتحقيق أهداف استراتيجية تتجاوز حدود الدول المتنازعة نفسها.