آخر تحديث :الأحد-29 يونيو 2025-09:42م

اخبار محلية


مليشيا الحوثي تداهم منازل ليلاً بصنعاء وتختطف فتيات

الأحد - 29 يونيو 2025 - 03:45 م بتوقيت عدن

مليشيا الحوثي تداهم منازل ليلاً بصنعاء وتختطف فتيات

سؤال بلس/خاص:

أقدمت مليشيا ‎الحوثي على اقتحام أحد المنازل في العاصمة المختطفة ‎صنعاء، واختطاف عدد من الفتيات دون أوامر قضائية، واحتجازهن في قسم شرطة يخلو من كوادر نسائية أو أماكن مخصصة لاحتجاز النساء، في انتهاك فاضح وانهيار للقوانين والمعايير والعادات والتقاليد الإنسانية.

وأكد المحامي والحقوقي وضاح قطيش في منشور له على صفحته بـ"فيسبوك" أن عملية المداهمة نُفّذت بعد الساعة الحادية عشرة ليلاً، واحتُجزت الفتيات حتى فجر اليوم التالي في قسم شرطة لا يتضمن حجراً نسائياً، حيث خضعن لتحقيقات مهينة على يد عناصر ذكورية دون إشراف من النيابة أو إبلاغ ذويهن.

وأوضح قطيش أن التحقيقات استمرت حتى ساعات الفجر الأولى ثم نُقلت الفتيات إلى مقر النيابة وهنّ في حالة إنهاك جسدي ونفسي، وخضعن لجلسة استجواب أخرى بحضور خصومهن الذين تولوا توجيه الأسئلة بدلاً من المحققين، في واقعة تُعدّ انتهاكاً صارخاً لأبسط معايير العدالة، وتجسّد تحوّل النيابة الخاضعة للحوثيين إلى أداة للانتهاك لا الحماية.

وتتصل القضية باتهامات وجهها ‎الحوثيون للفتيات بمساعدة امرأة يمنية تحمل الجنسية الأميركية على مغادرة صنعاء إلى عدن ثم جيبوتي ومنها إلى الولايات المتحدة، بجواز طارئ صادر عن السفارة الأميركية؛ ورغم عدم وجود أي دليل مادي يثبت تورط الفتيات قررت المليشيا تحويلهن إلى السجن المركزي بصنعاء بدلاً من الإفراج عنهن.

وسبق أن وثّقت منظمات حقوقية منها رايتس رادار –هذا النمط من الانتهاكات– مؤكدة أن ظاهرة اختطاف النساء والفتيات في صنعاء منذ العام 2019 بلغت مستويات غير مسبوقة في تاريخ اليمن، وغالباً ما تُستخدم التهم الكيدية بحق النساء كأدوات ابتزاز وتصفية حسابات شخصية أو أمنية.

وتعكس هذه الواقعة فداحة الانهيار القانوني والحقوقي في مناطق سيطرة الحوثيين، حيث تحوّلت المؤسسات القضائية إلى أدوات للقمع، وسط تصاعد ممنهج لاستهداف النساء وانعدام تام للرقابة وانحراف مريع في مفهوم العدالة.

وطالب المحامي قطيش وعدد من الناشطين الحقوقيين، بالإفراج الفوري عن الفتيات وفتح تحقيق دولي مستقل لكشف ملابسات القضية ومحاسبة جميع المتورطين وضمان عدم تكرار هذه الانتهاكات التي تُهدد ما تبقى من نسيج المجتمع اليمني وقيمه الأخلاقية والحقوقية.