آخر تحديث :الثلاثاء-08 يوليو 2025-08:56م

تقارير


«ضربات الموانئ».. ما تداعيات المواجهة بين إسرائيل والحوثي؟

الثلاثاء - 08 يوليو 2025 - 05:32 م بتوقيت عدن

«ضربات الموانئ».. ما تداعيات المواجهة بين إسرائيل والحوثي؟

سؤال بلس/وكالات:

وجهت إسرائيل، ضربات عنيفة على منشآت اقتصادية وخدمية خاضعة للحوثيين، غربي اليمن، بعد ساعات من تعرّض سفينة لهجوم حوثي قبالة الحديدة.


وقصفت إسرائيل بنحو 56 صاروخا، موانئ الحديدة ومحطة توليد الكهرباء في رأس الكثيب، حيث دمرت هذه الضربات بشكل كلي أرصفة تفريغ البضائع في ميناء الحديدة.

كما تسببت انفجارات الأرصفة الإسمنتية بأضرار كبيرة في مرافق وهناجر الميناء.

وأعقب القصف، إطلاق المليشيات الحوثية صاروخين صوب إسرائيل، لكن الأخيرة نجحت في التصدي لهما.

ويرى خبراء يمنيون في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، أن المواجهة بين إسرائيل ومليشيات الحوثي "غير متكافئة، حيث تضرب الأولى عصب اقتصاد الجماعة المدعومة إيرانيا، فيما تكتف الثانية بإطلاق صواريخ عابرة للاستهلاك السياسي والإعلامي".

"تجنب الأهداف الحساسة"
ويعتقد المحلل السياسي اليمني، أدونيس الدخيني، أن "الضربات الإسرائيلية على موانئ الحديدة الثلاثة ومحطة الكهرباء في رأس الكثيب لا زالت تحتكم لإيقاع الاشتباك المنضبط، ولم تطال الأهداف الحساسة للحوثيين"، مشيرا إلى أن إسرائيل لا زالت بحاجة لوقت كبير لتكوين بنك أهداف محدث عن الجماعة.

وأكد الدخيني في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "الأهداف الحساسة للحوثيين مثل الاتصالات والإنترنت أو حتى مخازن أسلحة المليشيات ومقار قيادتها لا تزال خارج رادار إسرائيل والتي ذهبت لقصف المنشآت الاقتصادية".

وأشار إلى أن "تداعيات الضربات الإسرائيلية على الحوثيين في الحديدة قد تؤثر بشكل محدود على المليشيات اقتصاديا لكنها لن تتأثر عسكريا باعتبار أن هذه الضربات لم تطال أهداف ذات قيمة عالية كما حدث لحزب الله في لبنان أو حتى في إيران نفسها".

وأضاف "أثرت الضربات الإسرائيلية على ميناء الحديدة وخرج جزئيا عن الخدمة ومثله الصليف ورأس عيسى، كما دمرت محطة الكهرباء في الكثيب وهي مناطق اقتصادية سبق وقصفتها إسرائيل خلال 11 موجة من الضربات منذ يونيو/ حزيران 2024”.

وأشار إلى أن مليشيات الحوثي تتعمد تعريض "مصالح الشعب اليمني للضربات بدعوى انشغالها في الحرب مع إسرائيل وأمريكا وذلك هروبا من الوضع الداخلي الذي ينبئ بالانفجار في مناطق سيطرة الحوثي".

مواجهة غير متكافئة
من جهته، قال الناشط السياسي، حسان الياسري، إن "المواجهة بين مليشيات الحوثي وإسرائيل في واقعها بعيدة كل البعد عن شيء اسمه التكافؤ في القدرات والإمكانات".

وأوضح الياسري لـ"العين الإخبارية"، أن "مليشيات الحوثي تدرك ذلك، لكنها تصر على إطلاق الصواريخ والمسيرات بين الفينة والأخرى نحو إسرائيل في محاولة للهروب من الواقع الذي تعيشه وتذهب لإشغال الذهنية الجمعية في نطاق سيطرتها بمزاعم نصرة غزة".

وأشار إلى أن مليشيات الحوثي "تحاول التقليل من أثر القصف الإسرائيلي على المنشآت الاقتصادية"، لافتا إلى أن المليشيات "لا تأبه بتدمير مصالح الشعب اليمني بما في ذلك المنشآت التي تدر عليها دخلٌا يساعدها على البقاء وتمول مجهودها الحربي".

في السياق، قال رئيس تحرير صحيفة الثوري سابقا،‏ خالد سلمان، إن الردود الحوثية على القصف الإسرائيلي باتت "للاستهلاك السياسي الداخلي، وللهروب من ضغوط التزاماته تجاه المناطق الخاضعة للانقلابيين".

وأكد أن مليشيات الحوثي "تفر إلى الأمام حيث شماعة العدو الخارجي، فيما تحدد الطائرات الإسرائيلية بنك أهدافها، وتدمرها بكل أريحية وتترك للحوثي جعجعة الكلام، عن انتصار مزعوم وبطولة خرقاء، لا تجلب سوى المزيد من الدمار لهذا البلد".

وكانت الغارات الجوية الإسرائيلية واستئناف هجمات الحوثيين ضد الملاحة في البحر الأحمر، قد أثارت مخاوف من تعطل خطوط التجارة، ما قد يدفع القوات الأمريكية والغربية مجددًا إلى التدخل، خاصة بعد أن كانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد استهدفت الحوثيين بحملة غارات جوية واسعة.