آخر تحديث :الأربعاء-09 يوليو 2025-09:00ص

اخبار محلية

ضمن مساعٍ للهيمنة على الخطاب الديني .. الحوثيون يفرضون قيوداً مشددة على بناء المساجد في المحويت

الثلاثاء - 08 يوليو 2025 - 06:14 م بتوقيت عدن

سؤال بلس/خاص:

فرضت مليشيا الحوثي قيوداً صارمة على عمليات بناء المساجد في محافظة المحويت شمال غرب اليمن، ضمن تحركات متواصلة تهدف إلى إحكام السيطرة على الخطاب الديني وتوظيفه لخدمة أجندتها الأيديولوجية والمذهبية.

وأصدرت ما تُعرف بـ"الهيئة العامة للأوقاف" التابعة للجماعة تعميماً رسمياً وُجه إلى السلطات المحلية في المحافظة، يقضي بمنع تشييد أي مسجد جديد دون الحصول على ترخيص مسبق من الهيئة. التعميم تضمن تهديدات صريحة باتخاذ إجراءات عقابية ضد المخالفين، ما أثار استياء واسعاً في الأوساط المحلية والدينية.

مراقبون اعتبروا الخطوة استمراراً لنهج ممنهج تتبعه الجماعة منذ سيطرتها على مناطق واسعة في شمال اليمن، ويستهدف إعادة صياغة المشهد الديني على أسس طائفية تتماهى مع الفكر الإثني عشري المستورد من إيران. وأكد هؤلاء أن الحوثيين يسعون إلى تحويل المساجد إلى منابر لبث خطب ومفاهيم تروّج لأفكار الجماعة وتغذي الانقسام المذهبي في المجتمع اليمني.

من جهتهم، حذر محللون من أن مثل هذه القيود تنذر بتفاقم الانقسام الطائفي وضرب أسس التعايش التي ميّزت المجتمع اليمني عبر قرون، مؤكدين أن تغوّل الجماعة في الشأن الديني يهدد وحدة النسيج الاجتماعي ويفاقم من التوترات في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وتأتي هذه الإجراءات في سياق سياسة شاملة تتبعها المليشيا للهيمنة على المجال الديني والتعليمي، حيث سبق أن فرضت خطباء موالين لها في المساجد، وأدخلت تعديلات طائفية على المناهج الدراسية، في محاولة لإعادة تشكيل الوعي الجمعي وفقاً لرؤية أيديولوجية ضيقة لا تعترف بالتعددية الدينية أو الفكرية.

ويُنظر إلى محافظة المحويت، التي ظلت لسنوات بعيدة عن صراعات النفوذ الطائفي، كمؤشر جديد على اتساع رقعة الهيمنة الحوثية، ما يعزز المخاوف من تصعيد الانقسام الطائفي في المناطق الريفية ذات الطابع الاجتماعي المتماسك.