آخر تحديث :الإثنين-14 يوليو 2025-02:00ص

اخبار دولية


تقرير: المسيّرات تقضي على حرب الجبهات بين روسيا وأوكرانيا

الإثنين - 14 يوليو 2025 - 02:00 ص بتوقيت عدن

تقرير: المسيّرات تقضي على حرب الجبهات بين روسيا وأوكرانيا

سؤال بلس/وكالات:

على امتداد الجبهات في أوكرانيا، أصبحت الحركة شبه معدومة، إذ لم تعد المعارك تُحسم بالصواريخ أو الدبابات، بل بالتحليق الصامت للطائرات المسيّرة.

ومع تسارع الابتكار في هذا المجال، أضحت هذه الطائرات الصغيرة سيدة الميدان، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".

منذ بداية الغزو الروسي عام 2022، اعتمدت أوكرانيا على مسيّرات تجارية بسيطة لرصد التحركات الروسية.


لكن ما بدأ كهواية لبعض الشبان تحول خلال عامين إلى صناعة عسكرية متقدمة، حيث باتت المسيّرات تُستخدم في كل شيء: من الاستطلاع، ونقل الإمدادات، إلى القصف الدقيق والاغتيالات.

يُقدّر أن كلاً من روسيا وأوكرانيا تمتلك الآن مئات المسيّرات في الجو في وقت واحد، تغطي كامل خط الجبهة الذي يبلغ طوله 750 ميلاً. وتطير هذه المسيّرات بلا توقف، ترصد أي حركة، وتستهدف الأفراد والمركبات، وحتى الخنادق.

باتت القدرة على المناورة أو تبديل المواقع محفوفة بالمخاطر، إذ يمكن لطائرة واحدة أن تنهي مهمة كاملة قبل أن تبدأ.

في الأشهر الأخيرة، وخصوصاً منذ بداية 2024، تزايدت الهجمات بواسطة المسيّرات بشكل لافت، خصوصاً في محيط مدينة بوكروفسك جنوب شرقي البلاد، حيث رُصدت ضربات دقيقة استهدفت جنوداً أفراداً، وجعلت مهمة التناوب على الخنادق شبه مستحيلة.

من طائرات الأعراس إلى سلاح فتاك
في الأيام الأولى من الحرب، استخدم الأوكرانيون ما يُعرف بـ"طائرات الأعراس"، وهي مسيّرات تجارية تُباع بنحو 2000 دولار، لرصد تحركات القوات الروسية. وكان المتطوعون ينفذون هذه المهام إما من تلقاء أنفسهم أو بالتنسيق مع الجيش.

في 9 مارس (آذار) 2022، رصدت مسيّرة من هذا النوع رتلاً روسياً مكوناً من نحو 24 دبابة ومركبة مدرعة يتجه نحو كييف. تم نقل الصور بسرعة، ونفذت القوات الأوكرانية كميناً مباغتاً باستخدام صواريخ مضادة للدروع ومدفعية، أوقف تقدم الرتل بالكامل.

لاحقاً، ومع ازدياد الحاجة، بدأ المطورون بإضافة أدوات بدائية – مثل ذراع قابضة مطبوعة ثلاثياً – للمسيّرات، ما سمح لها بإلقاء قنابل يدوية من الجو. هذه التعديلات جعلت المسيّرات الصغيرة أدوات قتل دقيقة وفعالة.

مسيّرات انتحارية تغيّر قواعد اللعبة
أكبر تطور تقني جاء مع المسيّرات الانتحارية من نوع FPV (منظور الشخص الأول)، والتي تُجهّز بمتفجرات وتُقود مباشرة نحو الأهداف. ورغم أن قوتها التفجيرية أقل من الصواريخ التقليدية، فإن دقتها العالية وسهولة تصنيعها جعلاها الخيار المفضل للضربات الدقيقة.

في عام 2025 وحده، يُقدّر أن أوكرانيا صنعت أكثر من 4.5 مليون طائرة FPV، بزيادة ضخمة عن عام 2024 الذي شهد تصنيع نحو 2.2 مليون.

وفي شتاء 2023، حين كانت أوكرانيا تواجه نقصاً حاداً في الذخيرة، لعبت هذه المسيّرات دوراً محورياً في صد القوات الروسية دون الحاجة إلى صواريخ غربية.

التقنية مقابل التشويش
مع الوقت، بدأت روسيا بتطوير وسائل تشويش إلكترونية فعالة لتعطيل الاتصال بين الطيار والمسيّرة، ما دفع الطرفين إلى ابتكار تقنية جديدة تعتمد على كابلات ألياف بصرية تربط المسيّرة بالطيار، ما يجعلها منيعة أمام التشويش. وظهرت هذه التقنية بوضوح خلال الهجوم الروسي المعاكس في منطقة كورسك مطلع عام 2025.

حلول جديدة: مسيّرات "مصاص الدماء" والمركبات الأرضية
لمواصلة القتال ليلاً، طوّر الأوكرانيون طائرة مسيّرة تُعرف باسم "Vampire" مزودة بكاميرات رؤية ليلية، قادرة على حمل شحنات تصل إلى 15 كغم، والطيران مسافة تتجاوز 10 كلم، بسرعة تصل إلى 40 كم/ساعة.

أما في نقل الجرحى والذخيرة، فقد بدأت القوات باستخدام مركبات دون طيار تسير على الأرض، تحمل الإمدادات وتُسعف الجنود دون الحاجة إلى إرسال بشر عبر مناطق مكشوفة.

في إحدى المهام، استخدمت وحدة "ذئاب دا فينشي" الأوكرانية مركبة مسيّرة لاستعادة جثمان أحد الجنود من خط النار، ورغم تعرض المركبة للإصابة، نجحت في العودة بالجثمان.

جبهة جامدة
كل ذلك أدى إلى واقع جديد: جبهة راكدة لا تتحرك، وجنود يختبئون في الخنادق، وأي محاولة للتحرك تُقابل بضربة طائرة. باتت المسيّرات، وليست الدبابات، هي التي ترسم حدود السيطرة.

"في هذا النوع الجديد من الحروب، لا تنفع الشجاعة فقط، بل التقنية أولاً"، وفقاً لأحد القادة الأوكرانيين.