آخر تحديث :السبت-26 يوليو 2025-07:24م

اخبار محلية


مات جائعا على طريق الهروب من الجحيم.. شاب يلفظ أنفاسه في صعدة وهو يحلم بالحياة

الجمعة - 25 يوليو 2025 - 09:19 م بتوقيت عدن

مات جائعا على طريق الهروب من الجحيم.. شاب يلفظ أنفاسه في صعدة وهو يحلم بالحياة

سؤال بلس/خاص:

في مأساة تقطر ألمًا وتجسّد عمق الانهيار الإنساني الذي يعيشه اليمنيون، توفي الشاب يحيى كديش جوعًا وعطشًا في منطقة الجبانة بمحافظة صعدة، أثناء محاولته عبور الحدود اليمنية السعودية بحثًا عن لقمة عيش وحياة تليق بإنسانيته التي سحقها الفقر والحرب.

رحلة يحيى لم تكن نحو الرفاه، بل كانت هروبًا من وطن أنهكته الحرب ومزّقته المليشيات، وطنٌ صار طاردًا لأبنائه، حيث لا أمل ولا راتب ولا أفق، سوى جوع دائم وقمع ممنهج تمارسه مليشيا الحوثي، في ظل عجز حكومة الشرعية عن تأمين أدنى حقوق مواطنيها.

خرج يحيى كغيره من آلاف الشباب، متحاملًا على جوعه وألمه، يحمل آمالًا معلقة على صحراء لا ترحم، وأحلامًا تتهاوى مع كل خطوة في طريق محفوف بالموت. لم يكن معه زاد ولا ماء يكفي للوصول، ولا حتى من يرثي جوعه قبل أن ترثيه الأرض التي ابتلعته صامتًا، بعد أن خارت قواه تحت شمس لا تعرف الشفقة.

سقط يحيى في منتصف الطريق، لا شهيد معركة، ولا ضحية حادث، بل قتيل الجوع والتهميش والإهمال. رحل بعيدًا عن أطفاله وأهله، ليكتب نهاية موجعة لحلم بسيط، اختصره في لقمة تسد رمقه وسقف يظله.

هذه الفاجعة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في سجل الموت المجاني الذي يحاصر اليمنيين، لكنها تصفع الضمير الإنساني، وتحمّل كل الأطراف المتنازعة مسؤولية وطن يُطرد منه أبناؤه إلى الموت، ويُحاصر فيه الحلم حتى في أبسط صوره.

إنها قصة "يحيى"… لكنها في الحقيقة قصة وطن بأكمله يُدفع بأبنائه إلى التهلكة، فيما ينهب الساسة الحاضر ويغتالون المستقبل، على مرأى ومسمع من العالم.