آخر تحديث :الأحد-03 أغسطس 2025-01:00ص

اخبار دولية


"قاعة رقص" في البيت الأبيض.. جدل بأمريكا حول مشروع ترامب الجديد

السبت - 02 أغسطس 2025 - 11:59 م بتوقيت عدن

"قاعة رقص" في البيت الأبيض.. جدل بأمريكا حول مشروع ترامب الجديد

سؤال بلس/وكالات:

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن خطط لبناء قاعة رقص ضخمة في البيت الأبيض، بتكلفة تُقدر بـ200 مليون دولار، وهو المشروع الذي أثار موجة من الانتقادات من قبل معارضيه.

وذكر موقع "ذا هيل"، أن القاعة الجديدة التي سيتم تمويلها من قبل ترامب وبعض المتبرعين، ستُبنى في الموقع الذي يشغل حاليًا الجناح الشرقي للبيت الأبيض.

وتبلغ المساحة الإجمالية للقاعة 90 ألف قدم مربع، ومن المتوقع أن تبدأ أعمال البناء في سبتمبر (أيلول) 2025، على أن تكتمل قبل نهاية فترة ترامب الرئاسية في يناير (كانون الثاني) 2029.


وصرح ترامب في عدة مناسبات أن القاعة ستكون جزءاً من إرثه الرئاسي، مؤكداً أن البيت الأبيض بحاجة إلى هذا المكان لاستضافة الفعاليات الرسمية الكبرى مثل حفلات العشاء الرسمية واللقاءات مع الشخصيات العالمية، وهو ما يعجز البيت الأبيض عن تقديمه حاليًا في ظل محدودية المساحات.

وقال ترامب: "لقد كنت دائماً أقول إنه يجب أن يكون هناك قاعة رقص في البيت الأبيض، لأننا بحاجة إليها. لذا فإنني سأتولى هذا المشروع، وسيكون إنجازًا مهمًا في مسيرتي الرئاسية".

من جهتها، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن تكلفة المشروع لن يتم تمويلها من أموال الحكومة الفيدرالية، بل سيتم تمويلها عبر تبرعات خاصة من ترامب وبعض المتبرعين.

وأضافت أن "الرئيس ترامب هو أفضل من يمكنه بناء هذا المشروع، والأمريكيون يمكنهم الاطمئنان لأن هذا المشروع سيكون تحت إشرافه".

في المقابل، تعرض المشروع لانتقادات حادة من العديد من السياسيين والمعارضين الذين اعتبروا أن توقيته غير مناسب في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها العديد من الأمريكيين.

ونشر السناتور الديمقراطي تشاك شومر، الذي كان من أبرز المنتقدين، مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي انتقد فيه المشروع، واصفاً إياه بأنه مثال على اللامبالاة بمشاكل الشعب الأمريكي، وقال: "هذا هو كل ما يتعلق بالحكومة تحت إدارة ترامب، تهدر الأموال على الرفاهية بينما يزداد الفقراء فقراً".

كما انتقد بعض المنتقدين توقيت الإعلان عن هذا المشروع، معتبرين أنه يأتي في وقت حساس اقتصاديًا، حيث يعاني العديد من الأمريكيين من زيادة في تكلفة المعيشة وتباطؤ في سوق العمل.

وقال الصحفي سيث أبرامسون عبر منصات التواصل الاجتماعي: "لقد نجحوا في إقناعنا جميعاً بأنهم يهتمون بمشاكل الأطفال، لكن يبدو أن القاعة الفاخرة في البيت الأبيض أصبحت أكثر أهمية الآن!".


على الجانب الآخر، يدافع مؤيدو ترامب عن المشروع، معتبرين أن هذا النوع من الإضافات على البيت الأبيض هو جزء من تاريخ تطور هذا المكان.

يذكر أن هناك سابقة تاريخية لرؤساء سابقين قاموا بتغيير أو إضافة تعديلات على البيت الأبيض، مثل الرئيس هاري ترومان الذي أشرف على تجديدات ضخمة في البيت الأبيض في الأربعينيات، وكذلك السيدة الأولى جاكي كينيدي التي دافعت عن الحفاظ على الطابع التاريخي للبيت الأبيض.

أما جمعية تاريخ البيت الأبيض، فقد أبدت دعمها للمشروع، مشيرة إلى أن هذا النوع من التعديلات والتحديثات كان جزءاً من تاريخ البيت الأبيض على مر العصور، وأن العديد من الإضافات التي تمت في الماضي قد أثارت جدلاً في وقتها، لكنها الآن تُعتبر جزءًا من هوية المكان.

في الوقت نفسه، يرى البعض أن المشروع سيعزز صورة ترامب كـ "باني" متمكن، بالنظر إلى خبرته الطويلة في مجال العقارات والإنشاءات.

ولكن هناك أيضاً تساؤلات عن التأثيرات التي قد تحدثها هذه الإضافة على البنية الحالية للبيت الأبيض، وخاصة ما يتعلق بتخصيص مساحة كبيرة للجناح الشرقي، الذي يعد المقر التقليدي لموظفي السيدة الأولى.

تساءل البعض عن تأثير بناء قاعة الرقص على العاملين في البيت الأبيض، إذ يُعتبر الجناح الشرقي مركزاً هاماً لأنشطة السيدة الأولى وفريقها. بالإضافة إلى ذلك، يُعد الجناح الشرقي مركزاً لتنظيم الزيارات العامة للبيت الأبيض، مما يثير بعض القلق حول تأثير هذا المشروع على العمليات اليومية في البيت الأبيض.

في النهاية، يظل المشروع موضوعاً مثيراً للجدل، حيث يراه البعض خطوة ضرورية لإضافة مكان مناسب للأحداث الكبرى في البيت الأبيض، بينما يراه آخرون تكريساً للرفاهية على حساب القضايا الأكثر إلحاحاً التي يواجهها المواطنون الأمريكيون.