آخر تحديث :الخميس-07 أغسطس 2025-11:44م

اخبار دولية

ترامب وبوتين.. جولة جديدة من الضغوط والتصعيد

الجمعة - 08 أغسطس 2025 - 06:00 ص بتوقيت عدن

سؤال بلس/وكالات:

في خطوة تصعيدية مفاجئة، منح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب روسيا مهلة تنتهي اليوم الجمعة لوقف الحرب في أوكرانيا، ملوّحاً بعقوبات اقتصادية قاسية ورسوم جمركية صارمة، خاصة على قطاع النفط وشبكة السفن التي تساهم في تمويل الحرب، وبينما تزداد ضغوط ترامب، تظل موسكو صامتة، وسط مؤشرات على تصعيد محتمل في الساعات القادمة.

في هذا الإطار، قال نيك بوبلي، مراسل الشؤون الخارجية في مجلة "تايم"، في تقرير نشرته المجلة الأمريكية إن ترامب أبدى استعداده للعب دور الوسيط، حيث صرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن الرئيس السابق منفتح على لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للتفاوض حول اتفاق سلام.

وأضافت ليفيت: "ترامب يريد إنهاء هذه الحرب الوحشية، وعبّر الروس عن رغبتهم في اللقاء به، وهو يرحب بلقاء كلا الرئيسين".

لقاء موسكو: تقدم غير واضح
وتابع التقرير أن هذه التصريحات جاءت بعد لقاء سري استمر ثلاث ساعات بين مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، والرئيس بوتين في موسكو، ورغم غياب نتائج ملموسة، وصف مسؤول روسي الاجتماع بأنه "ناجح".

أما ترامب، فعلّق قائلاً إن الاجتماع كان "مثمراً للغاية"، مشيراً إلى أن "تقدماً كبيراً قد تحقق".

لكن، كما أوضح معد التقرير، لا توجد مؤشرات واضحة على أن بوتين سيلتزم بمهلة ترامب، أو أنه مستعد لتقديم تنازلات حقيقية على الأرض، خاصة في ظل استمرار التقدم العسكري الروسي في شرق أوكرانيا.

رسائل نووية و"إحباط عميق"
في إطار سياسة العصا الغليظة، أعلن ترامب نشر غواصتين نوويتين أمريكيتين قرب المياه الروسية، ردّاً على تصريحات تهديدية أطلقها الرئيس الروسي السابق. وقال ترامب: "أنا محبط من الرئيس بوتين. محبط جداً."

وأعلن في 28 يوليو (تموز) تقليص المهلة الممنوحة لروسيا من 50 يوماً إلى أقل من أسبوع، واصفاً الهجمات الروسية الأخيرة بأنها "مقززة" و"وصمة عار"

استهداف "أسطول الظل"
وقال معد التقرير إن حزمة العقوبات المرتقبة ستتركز على ما يُعرف بـ"أسطول الظل" الروسي – شبكة من ناقلات نفط قديمة تُستخدم للتحايل على سقف السعر الذي فرضته مجموعة السبع على النفط الروسي (60 دولاراً للبرميل).

وأوضح بوبلي أن هذه السفن تُسجّل عادة في دول ذات رقابة محدودة وتخضع لملكية غامضة، ما يعقّد عملية تتبّعها.

ونقل عن صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن إدارة ترامب تخطط لإضافة عشرات السفن إلى القائمة السوداء، مستفيدة من تجربة إدارة بايدن التي فرضت عقوبات على أكثر من 200 ناقلة.

وأظهرت بيانات منصة Kpler أن العقوبات السابقة أدت إلى تراجع في حمولات السفن المشمولة من 48 مليون برميل شهرياً إلى 13 مليوناً فقط خلال ستة أشهر، أي بانخفاض بلغ 73%.

ضغوط على الهند والصين
وأوضح التقرير أن ترامب بدأ بالفعل فرض رسوم جمركية على دول تواصل شراء النفط الروسي. ففي 6 أغسطس (آب)، وقّع أمراً تنفيذياً بفرض رسوم إضافية بنسبة 25% على واردات السلع الهندية، تدخل حيّز التنفيذ خلال 21 يوماً، بسبب استمرار نيودلهي في استيراد النفط الروسي وإعادة بيعه في السوق العالمية.

وكتب ترامب على منصة Truth Social: "الهند لا تكتفي بشراء كميات ضخمة من النفط الروسي، بل تقوم ببيعه لتحقيق أرباح هائلة. لا يهمهم كم من الناس يُقتلون في أوكرانيا".

وتابع معد التقرير أن الصين تُعد أكبر مستورد للنفط الروسي، بقيمة تجاوزت 62.5 مليار دولار العام الماضي، تليها الهند بـ52.7 ملياراً، فيما تشمل قائمة المستوردين دولاً مثل المجر وتشيكيا والبرازيل وماليزيا.

وترى إدارة ترامب، كما يوضح التقرير، أن هذا النوع من التجارة يشكّل شريان حياة لاقتصاد الحرب الروسي، ولا تستبعد توسيع العقوبات لتشمل الصين، رغم ما قد يترتب على ذلك من تداعيات تجارية خطيرة.

تصعيد ترامب ومصير مفتوح
مع اقتراب موعد الجمعة، لا يزال الغموض يلف رد موسكو، فيما يبدو ترامب مصمماً على خوض معركة سياسية واقتصادية ضد روسيا، مستخدماً أدوات النفوذ الاقتصادي والضغط الدبلوماسي. فهل تنجح استراتيجيته في وقف الحرب؟ أم أن موسكو ستتجاهل إنذاره وتواصل المضي في طريق الحرب؟ يبقى السيناريو مفتوحاً على كل الاحتمالات، مع ترقب عالمي حذر للخطوة التالية.