آخر تحديث :الجمعة-08 أغسطس 2025-11:08م

اخبار محلية


مليشيا الحوثي بين سخط القبائل وكسر المحظور في صنعاء

الجمعة - 08 أغسطس 2025 - 07:52 م بتوقيت عدن

مليشيا الحوثي بين سخط القبائل وكسر المحظور في صنعاء

سؤال بلس/خاص:

تشهد العاصمة صنعاء توترًا كبيرًا على خلفية الاعتداء على مشايخ وأعيان وأبناء قبائل خولان في ميدان السبعين، من قِبل عصابة الحوثي الإيرانية، التي تواجه معارضة وسخطًا شعبيًا متصاعدًا، بلغ حد كسر المحظورات ورفض الانصياع للإجراءات التعسفية التي تفرضها على سكان مناطق سيطرتها.

سخط قبَلي

على إثر قيام عناصر مدرعة وآليات تابعة لعصابة الحوثي، مساء الأربعاء، باقتحام اعتصام قبائل خولان الطيال في ميدان السبعين والاعتداء عليهم بالهراوات والعصي، تداعت قبائل خولان وعدد من قبائل طوق صنعاء، رفضًا لممارسات الحوثيين الهمجية ضد أبناء القبائل.

وجاء الاعتداء الحوثي في محاولة لفضّ الاعتصام المشروع الذي نظّمته قبائل خولان الطيال في ميدان السبعين وسط العاصمة، للمطالبة بالإفراج عن الشيخ سيف علي مشلي الحميدي، المعتقل في سجون الحوثيين.

وأكدت مصادر قبلية في صنعاء أن الاعتداء الحوثي طال عددًا من مشايخ وأعيان خولان الطيال الذين شاركوا في الاعتصام السلمي، حيث أُصيب عدد منهم وتم اعتقال آخرين، ما أثار غضبًا واسعًا بين قبائل الطوق، وفي مقدمتهم خولان الطيال وبني عامر.

وتطالب القبائل بالإفراج الفوري عن الشيخ سيف الحميدي، محمّلة عصابة الحوثي المسؤولية الكاملة عن سلامته. كما دعت إلى إلغاء أحكام قضائية صدرت بحق 23 من أبنائها، بينهم 11 حكمًا بالإعدام، ووصفت تلك الأحكام بأنها "استهداف سياسي ممنهج".

ممارسات قمعية

وتشهد صنعاء منذ أيام حالة استنفار أمني من قِبل عصابة الحوثي ضد شركائها السياسيين، إذ أقدمت على اختطاف الدكتور رامي عبدالوهاب محمود، الأمين العام السابق لحزب البعث العربي الاشتراكي – قطر اليمن، كما حاصرت منازل عدد من السياسيين في أحزاب أخرى.

وذكرت مصادر سياسية وحقوقية أن عصابة الحوثي شنّت مؤخرًا حملة مداهمات طالت أحياءً ومنازل في صنعاء وإب، واختطفت عددًا من السياسيين، والأكاديميين، وموظفين في منظمات دولية، إضافة إلى أساتذة جامعات وناشطين حزبيين. وقدّرت إحصائية حقوقية أن عدد المختطفين الجدد تجاوز 74 شخصًا، بينهم 30 في صنعاء.

وبحسب المصادر، فإن الجماعة الحوثية تشهد صراعات داخلية بين مكوناتها وتياراتها، دفعت بفصيل صعدة التابع لعبدالملك الحوثي، زعيم الجماعة، إلى اتخاذ خطوات إقصائية تهدف إلى الانفراد بالحكم، كون الجماعة لا تؤمن بالشراكة، بل تنتهج أساليب القتل، والتنكيل، والبطش، والتجويع في إدارة البلاد.

كسر المحظور

ورغم الممارسات القمعية التي تنفذها العصابة الإيرانية، فإن أبناء العاصمة صنعاء ضاقوا ذرعًا بالبطش وتقييد الحريات، وقرروا رفع منسوب الرفض الشعبي لها.

وفي هذا السياق، أكدت مصادر محلية أن عددًا من أبناء صنعاء رفضوا الانصياع لتعليمات الحوثيين بشأن إغلاق حفلات الأعراس مبكرًا، ومنع الرقص والغناء، حيث أقاموا خلال اليومين الماضيين حفلات زفافهم كما كان الحال سابقًا.

وأشارت المصادر إلى أن عدة قاعات شهدت حفلات غناء ورقص امتدت إلى ما بعد الساعة الواحدة والنصف ليلًا، متجاوزة التوقيت المحدد من قبل الحوثيين عند الساعة الحادية عشرة ليلًا.

وأكدت أن عناصر الحوثي فشلوا في إغلاق تلك القاعات، نتيجة مقاومة المشاركين في الأعراس، الذين هددوا بخوض مواجهات وثورة شعبية عارمة ضدهم، وتحويل شوارع صنعاء إلى جحيم في وجه عناصر العصابة.

وتعيش صنعاء ومناطق سيطرة الحوثيين حالة من الغليان الشعبي، مع تصاعد الرفض لهم على وقع التدهور المعيشي المستمر، ونهب المرتبات، وانهيار القدرة الشرائية للمواطنين، وارتفاع التضخم والبطالة، إضافة إلى فقدان الثقة في توجهات الجماعة التي يغلب عليها الطابع الإيراني بشكل واضح.