آخر تحديث :الجمعة-22 أغسطس 2025-11:59م

منوعات

اختبار ثوري لمرضى السكري عبر الهاتف الذكي

السبت - 23 أغسطس 2025 - 07:00 ص بتوقيت عدن

سؤال بلس/وكالات:

أطلقت بريطانيا أول اختبار عالمي للكشف عن مرض السكري من النوع الثاني باستخدام الهواتف الذكية، في خطوة غير مسبوقة وصفتها السلطات بأنها "نقلة نوعية" في مجال الرعاية الصحية، يمكن أن تسهم في إنقاذ آلاف الأرواح وتقليل حالات الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وأمراض الكلى المرتبطة بالسكري.

ويعتمد الاختبار على تطبيق PocDoc، حيث يضع المريض قطرة دم من وخز الإصبع على شريحة صغيرة تُمسح بواسطة كاميرا الهاتف، لتظهر النتيجة في غضون دقائق فقط، مقارنة بالأيام أو الأسابيع التي قد تستغرقها الفحوص التقليدية، وفقاً لصحيفة "ذا صن" البريطانية.

بدأ الاختبار بالعمل مبدئياً في مستشفيات تابعة لخدمات الصحة الوطنية (NHS) في مقاطعتي كمبريا وشمال شرق إنجلترا، على أن يتم تعميمه على مستوى البلاد لاحقاً هذا العام، ويأتي ذلك في ظل تقديرات تشير إلى وجود نحو 5.2 مليون مصاب بالسكري من النوع الثاني في بريطانيا، إضافة إلى 1.3 مليون حالة غير مشخصة بعد.

وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة PocDoc، ستيف روست، أن إتاحة الفحص عبر الهواتف الذكية باستخدام مؤشرات الدم الحيوية أمر يحدث لأول مرة، مشيراً إلى أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تسد فجوة كبيرة في أنظمة الفحص المبكر للأمراض.

وروى أن تجربته الشخصية مع إصابة والده بسكتة دماغية مدمرة في سن مبكرة بسبب مرض قلبي غير مشخص كانت الدافع وراء تطوير الاختبار.

من جهتها، قالت البروفيسور جوليا نيوتن، المديرة الطبية لهيئة الرعاية الصحية في شمال شرق إنجلترا، إن الاختبار الجديد "سيُحدث فرقاً في الوصول إلى الفئات التي تجد صعوبة في إجراء الفحوص التقليدية"، لافتة إلى أن كثيراً من الأشخاص فوق سن الأربعين لا يلتزمون بإجراء الفحص الصحي الدوري كل خمس سنوات.

وأضافت: "إتاحة الفحوص في المنازل والمجتمعات سيتيح الفرصة لاكتشاف المرض مبكراً وتقليل مضاعفاته الخطيرة مثل أمراض القلب والسكتات وأمراض الكلى".
الحكومة البريطانية رحبت بالابتكار، حيث أكد وزير الصحة ستيفن كينوك أن التطبيق يتماشى مع خطة الصحة الوطنية لعشر سنوات تهدف إلى "تسهيل الرعاية الصحية وجعلها متاحة في المنازل، تماماً كما هي الخدمات المصرفية أو التسوق الإلكتروني"، مشدداً على أن إدماج هذه التقنيات في المنظومة الصحية سيجعل التشخيص أكثر سرعة وكفاءة.

ويستند التطبيق إلى اختبار HbA1c، وهو الفحص الذهبي لمستويات السكر في الدم، لأنه يكشف متوسط نسب الجلوكوز خلال فترة تتراوح بين شهرين وثلاثة أشهر، ما يمنح الأطباء صورة أوضح من الفحوص اليومية المعتادة.
ويأتي هذا الابتكار بعد يوم واحد فقط من إعلان الحكومة عن أكبر إصلاح في مجال رعاية مرضى السكري منذ عقد من الزمن، يشمل إتاحة ما يُعرف بـ"الحقن الدهنية" لمرضى السكري وأمراض القلب في مراحل مبكرة، بما قد يعود بالنفع على نحو 750 ألف مريض.

وبحسب التقديرات، فإن علاج المضاعفات المرتبطة بالسكري يكلف بريطانيا نحو 9 مليارات جنيه إسترليني سنوياً، مع توقع ارتفاع الرقم إلى 16.9 مليار جنيه خلال 25 عاماً، ما يجعل التشخيص المبكر والوقاية باستخدام هذه التقنيات الحديثة ضرورة ملحّة لتخفيف الأعباء الصحية والاقتصادية على المدى الطويل.