آخر تحديث :الجمعة-26 يوليه 2024-11:05م

تقارير


ضربة مقابل ضربة أم حرب؟.. خبراء يستكشفون حدود إغارة أمريكا على الحوثي

الجمعة - 12 يناير 2024 - 10:22 م بتوقيت عدن

ضربة مقابل ضربة أم حرب؟.. خبراء يستكشفون حدود إغارة أمريكا على الحوثي

سؤال بلس/العين الإخبارية:

منذ 98 يوما، هي مدة حرب غزة، لا يتوقف الحديث عن "مخاوف توسع القتال"، سواء في الدوائر الرسمية أو البحثية، وغذّت هجمات الحوثيين هذا الاتجاه.

فمع كل مناوشة على الحدود اللبنانية، أو هجمة حوثية على الملاحة في البحر الأحمر، كانت تحذيرات "الحرب الإقليمية" تنطلق من كثير من المراقبين في السلطة بدول عدة أو خارجها.

ومع هجوم الـ15 دقيقة الذي شنته الولايات المتحدة وبريطانيا بدعم من عدة دول، واستهدف 60 هدفا حوثيا، في غارات موجهة بدقة، بات "الخطر أكثر احتمالا من أي وقت مضى"، وفق مراقبين.


ويرى المراقبون أن ضرب مواقع مليشيات الحوثي، والضربات التي تجري في الأراضي السورية والعراقية، فضلا عن اشتعال الحدود الإسرائيلية اللبنانية، جميعها مؤشرات على أن المنطقة مقبلة على "صراع إقليمي أوسع"، ما لم تتوصل الأطراف المعنية لنهاية للحرب في غزة.

تداعيات خطيرة
في هذا السياق، يقول طارق البرديسي الخبير في العلاقات الدولية، إن "الضربات التي استهدفت مواقع مليشيات الحوثي، وما يحدث في سوريا والعراق من ضربات، أمر يفاقم المخاوف من اتساع دائرة الصراع الإقليمي وعدم اقتصارها على حدود غزة".

البرديسي أعرب في حديث لـ"العين الإخبارية"، عن قناعته بأن "الأمر لن يتوقف، لأنه على سبيل المثال أمريكا وحلفاؤها نفذوا الضربات وأكدوا أنهم يحتفظون بحق الرد إذا قامت المليشيات الحوثية بأي عمل عدائي، والأخيرة بالتأكيد لن تصمت".

"ضربة مقابل ضربة"
ويؤكد الخبير في العلاقات الدولية أن هذا الوضع "يعني أن انعكاسات الحرب في غزة سيكون لها تداعيات خطيرة ويصعب تحملها على منطقة الشرق الأوسط"، مضيفا "حتى لو كانت الأمور تسير وفق منطق ضربة مقابل ضربة حتى الآن، فإن هذا لا يعني أننا بعيدون عن خطر حرب أشمل وأوسع".

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، هدد بتوجيه مزيد من الضربات ضد الحوثيين، عقب قصف أمريكي بريطاني لأهداف حوثية في اليمن، فجر اليوم الجمعة.

بينما أكدت مليشيات الحوثي أن الضربات العسكرية الأمريكية البريطانية "لن تمر دون رد ودون عقاب"، ما يعني أنها سترد عليها، وتحرك بالتالي ردا أمريكيا متوقعا.

وبذلك، يبدو أن سيناريو ضربة مقابل ضربة الذي يسود الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ بدء الحرب في غزة، سينتقل إلى اليمن، لكنها لعبة محفوفة بالمخاطر، وقد تجر المنطقة لحرب إقليمية واسعة في أي لحظة، وفق مراقبين.

وفي وقت سابق اليوم، قال رئيس مركز صنعاء للدراسات في اليمن ماجد المذحجي في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن الضربات الأمريكية البريطانية "لن تشكل تقويضا لقدرة مليشيات الحوثي على تشكيل خطر في البحر الأحمر".

وأضاف أن الضربة تشكل "رسالة محسوبة للردع، على أن يتناسب مستوى أي ضربات بريطانية أمريكية لاحقة مع الرد الحوثي في حال حدث، أي سيرتفع نطاق ومستوى الضربات تبعاً للاستجابة الحوثية، وهي استجابة مضمونة كما يبدو".

"تصفية حسابات"
حازم العبيدي، المحلل السياسي العراقي، قال في حديث لـ"العين الإخبارية": "هذه الجماعة اليمنية (يقصد الحوثي) لعبة في يد طهران، والأخيرة تريد جر المنطقة نحو مزيد من الصراع الإقليمي وتوسعه، مستغلاً ما تقوم به إسرائيل في غزة"، على حد تعبيره.

وأوضح العبيدي أن "طهران من أكثر من استفادوا من بؤر الفوضى في المنطقة، وهو ما يمكن تلمسه من النفوذ والتدخل الواضح في العراق وسوريا واليمن ولبنان وانتشار المليشيات الموالية لها، على نحو جعل القرار لدى حكومات تلك الدول مرهوناً بالحسابات الإيرانية أو على الأقل تضعها في اعتبارها".

ويجزم المحلل السياسي العراقي أن "العمليات التي تقوم بها جماعة الحوثي تتم بإيعاز إيراني، لا سيما وأن النظام الإيراني يخشى الزج بذارعه الطولى حزب الله اللبناني في تلك الحرب".

وطالما نفت إيران لعب أي دور في التصعيد في لبنان بين حزب الله وإسرائيل، أو قرار الحوثيين باستهداف السفن التجارية في البحر الأحمر، أو الهجمات ضد مواقع أمريكية في سوريا والعراق.

ومضى قائلا "في المقابل، فإن الضربات على مواقع الحوثي تحمل رسائل ردع عدة للحزب اللبناني وكذلك للجانب الإيراني".

وأشار إلى أن "إيران تصفي حسابات مع أمريكا، والأخيرة تقوم بنفس الأمر، وستواصل ردها على أذرع طهران، وبالتالي فإن المنطقة بلا شك ستدفع ثمن هذا الوضع".

وكان وزير الدفاع الأمريكي اتهم في تصريحات سابقة، إيران بـ"الوقوف خلف استهداف مليشيات الحوثي للسفن المارة في البحر الأحمر".

بينما قالت تقارير غربية، إن الإدارة الأمريكية حذرت "طهران" من استغلال الوضع في غزة لتأجيج المنطقة، بهدف تحقيق بعض المكاسب.