آخر تحديث :الجمعة-26 يوليه 2024-11:05م

تقارير


الصحافة الفرنسية تُحذّر من خطر مليشيا الحوثي في اليمن

الخميس - 25 يناير 2024 - 03:44 م بتوقيت عدن

الصحافة الفرنسية تُحذّر من خطر مليشيا الحوثي في اليمن

سؤال بلس/وكالات:

شنّت الصحافة الفرنسية هجوماً واسعاً على الميليشيات الحوثية واصفة ما تقوم به من تهديد لحرية التجارة الدولية في البحر الأحمر بأنّه انتهازية سياسية واستعراض لبطولات وهمية تخدم مصالح طهران، مُتسائلة عن كيفية إيقاف هذه التهديدات التي باتت تُشكّل خطراً على العالم كلّه الذي اكتشف أنّها ليست مُجرّد ميليشيات إذ تمتلك أسلحة على غرار الجيوش الوطنية.



وذكرت مجلة "لو بوان" أنّ الميليشيات التي تُموّلها وتُسلّحها إيران، تُحاول فرض قانونها قبالة سواحل شبه الجزيرة العربية وتهديد التجارة العالمية.

خطاب مناهض جديد
وتنقل عن المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط، ومديرة كلية غيرتون بجامعة كامبريدج إليزابيث كيندال قولها إنّ "الخطاب المناهض لإسرائيل واليهود كان شائعاً بين الحوثيين منذ 20 عاماً، لكن هذا لم يُترجم أبداً إلى مثل هذه الأفعال".من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي الفرنسي غيوم بيرييه، إنّ دخول الحوثيين في اليمن في حرب ضدّ إسرائيل، بحجة التضامن مع سكان قطاع غزة، جعل الناس يبتسمون في البداية، لكنّ تلك الميليشيات بعيدة جداً عن تل أبيب بنحو 2000 كم.


مُشيراً إلى أنّ هذا المستوى من التضامن الحوثي المزعوم الذي لم يسبق له مثيل تجاه الفلسطينيين يستجيب للانتهازية السياسية والمصالح الداخلية والإقليمية، مُتسائلاً عمّن بإمكانه إيقاف خطر الميليشيات الحوثية في البحر الأحمر.

وحذّرت الكاتبة الصحافية لارا تشيكوف من الدعاية الحوثية المُتصاعدة، مُشيرة إلى أنّ الشبكات الاجتماعية، باعتبارها كسلاح حربي جديد، أصبحت بمثابة أدوات للتأثير في الصراعات المعاصرة. وفي هذا الإطار تدّعي الجماعة المُتمرّدة في اليمن استيلائها على قوارب وسفن إسرائيلية جنوب البحر الأحمر على عكس الحقيقة.شبكة عنكبوت الميليشيات التابعة لإيران.

واعتبرت "لوكورييه انترناسيونال" في مقال تحليلي لها أنّ الصراع في البحر الأحمر يتميّز بخاصية غريبة، وهي أن كلاً من طهران وواشنطن تحرصان بعناية على عدم تدخل قواتهما والتورّط بالتالي في مواجهة عسكرية مباشرة، حيث تكتفي إيران بما تقوم به ميليشياتها المُنتشرة في الشرق الأوسط.

من جهته، حذر الكاتب والمحرر السياسي ليومية "اللو موند" آلان فراشون، من أن تُصبح الميليشيات والهياكل غير الحكومية لاعباً مؤثّراً في الشرق الأوسط، مؤكداً أنّ الجمهورية الإيرانية هي عرابة نسيج عنكبوت الميليشيات في المنطقة. وسواء كانت أعمالها مُنسّقة مع بعضها أم لا، فإنّ تلك الميليشيات باتت تؤثر على المنطقة بأكملها.

واعتبر الكاتب الفرنسي أنّ كل ما يحدث من توترات إقليمية في منطقة الشرق الأوسط هو من عمل الميليشيات برعاية إيران، وليس من عمل الجيوش الوطنية في تلك الدول التي تنتشر فيها الميليشيات، من اليمن إلى لبنان مروراً بالعراق وسوريا، وذلك بينما طهران بالمُقابل لا تنوي المخاطرة بالتورط في مواجهة عسكرية مباشرة، لا مع إسرائيل ولا مع الولايات المتحدة.


ليست مُجرّد ميليشيات
وأكد فراشون أنّ لدى الحوثيين هدف واحد فقط، وهو تعزيز مكانتهم في بيئة عربية مُعادية لهم. مُحذّراً من الاستهانة بخطرهم، والقول إنّها مُجرّد ميليشيات، حيث أنّها مجهزة مثل الجيوش الوطنية: رادارات، وصواريخ بجميع أنواعها، بما في ذلك الصواريخ الباليستية، وطائرات بدون طيار من جميع النماذج.

المحلل السياسي في "لو موند" جيل باريس، يقول من جهته إنّ أحداً لم يتوقع هذا التهديد الحوثي بجدّية. فاليمن، البلد الذي يُقوّضه الفقر وأضعفته الصراعات الداخلية، لم يُعتبر قط لاعباً جيوسياسياً رئيسياً. ولقد أهمل الجميع صعود الحوثيين، الذين كان يُنظر إليهم حتى وقت قريب على أنهم متمردون ذوو طموحات محلية، ونطاق ترسانتهم وقُدرتهم على التسبب في الضرر محدود، وذلك باستثناء التحالف العربي، وفقاً للكاتب الفرنسي المعروف. كما أن علاقاتهم مع إيران، والتي تُوصف على أنها "إخضاع كامل" أو "علاقة انتهازية خالصة"، لم يتم تقييمها بشكل صحيح.

وهو يرى أنّ الولايات المتحدة، التي تقود ردود الفعل مع قوى دولية أخرى ضدّ التصعيد الإقليمي الجديد، تدفع اليوم ثمن عدم الاهتمام بالميليشيات الحوثية، إذ في غضون أيام أصبح الحوثيون فاعلين أساسيين في الشرق الأوسط من خلال تحرّكاتهم في منطقة البحر الأحمر، والتي باتت في محور اهتمام طهران عبر اتّخاذها منذ سنوات كممر لشحنات الأسلحة الموجهة إلى حزب الله اللبناني وإلى حلفائها الفلسطينيين حركتي حماس والجهاد الإسلامي، ولاحقاً من خلال الدعم الإيراني للميليشيات الحوثية ضدّ الشرعية اليمنية ممثلة في الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في عام 2009، ثمّ بدءاً من عام 2011.


أما صحيفة "ليكسبريس" فقد تساءلت بدورها "ماذا لو كان الانحدار نحو الجحيم قد بدأ بالفعل في البحر الأحمر؟" مُشيرة كذلك إلى أنّ ما يُميّز التوترات الحالية هو تلك الميليشيات والجهات الفاعلة غير الحكومية التي تمتلك على غرار جيوش الدول الصواريخ والطائرات بدون طيار، والقُدرة بالتالي على ضرب السفن البحرية من على الأرض.