آخر تحديث :الجمعة-26 يوليه 2024-11:05م

تقارير


الحُديدة في اليمن: هدية واشنطن ولندن للحوثيين.. جُحر الأفعى الذي يهدد البحر الأحمر

الجمعة - 15 مارس 2024 - 03:00 ص بتوقيت عدن

الحُديدة في اليمن: هدية واشنطن ولندن للحوثيين.. جُحر الأفعى الذي يهدد البحر الأحمر

سؤال بلس/وكالات:

تشكل محافظة الحديدة اليمنية قاعدة استراتيجية ولوجستية لميليشيا الحوثي لاستهداف السفن التجارية في البحر الأحمر بما فيها السفن الأمريكية والبريطانية أيضاً.

ومنذ أن بدأت الميليشيا الحوثية الهجمات في البحر الأحمر وخليج عدن، ترد الولايات المتحدة وبريطانيا بشكل شبه يومي بضربات لمواقع الميليشيا في اليمن، بما فيها مواقع في الحديدة، التي تضم 3 موانئ، تجعل موقعها الاستراتيجي على البحر الأحمر شديد الأهمية والخطورة.


موقع استراتيجي
وتعد محافظة الحديدة من أبرز المحافظات اليمنية، من حيث الكثافة السكانية والأهمية الاقتصادية والعسكرية وتبعد عن العاصمة صنعاء حوالي 226 كيلومتراً. ويرى مراقبون حسب صحيفة "العرب" اللندنية أن الميليشيا الحوثية تستخدم الحديدة الساحلية منصة لعملياتها في البحر الأحمر وخليج عدن، ومحطة تهريب أسلحة قادمة من إيران.

والحديدة هي "المنفذ البحري" الوحيد للمناطق الخاضعة لميليشيا الحوثي، وتضم ثاني أكبر ميناء في البلاد، يمثل بوابة رئيسية للبحر الأحمر لتهديد الملاحة، والممرات المائية.


فاتورة
ولكن الحديدة لم تكن لتسقط بيد الحوثيين، لولا واشنطن ولندن، فعندما حاصرت قوات التحالف بقيادة السعودية مدينة الحُديدة في يونيو (حزيران) 2018، حتى كادت تسقط في يد التحالف والجيش اليمني، وقوات المقاومة اليمنية، ضغطت أمريكا، وبريطانيا، خاصةً للدفع بالتوقف عن التقدم العسكري في المدينة، وللموافقة على "اتفاق ستوكهولم" الذي توسطت فيه الأمم المتحدة، لوقف إطلاق النار في الحُديدة، بدعوى أن الحديدة مدخل وحيد للمساعدات الإنسانية والإغاثية لليمنيين الخاضعين لسيطرة الحوثي، ولتفادي مجاعة تهدد أكثر من 10 ملايين يمني، فيها.

وبعد وصول الصراع في اليمن إلى طريق مسدود بنهاية 2022، ومع عجز الأمم المتحدة على الحفاظ على وقف مؤقت لإطلاق النار في البلاد، تضاءل الاهتمام الدولي باليمن، واستغلت الميليشيا الحوثية الفرصة لتحكم قبضتها على المناطق الخاضعة لسيطرتها.


وبحسب تقرير لمؤسسة "كارنيغي للسلام الدولي"، قبل الهجمات الأخيرة على التجارة العالمية في البحر الأحمر، بسط المسلحون الحوثيون سلطتهم بشكل رئيس في شمال اليمن، بما فيه صنعاء، ولكنها لم تتمكن من السيطرة على مدينة مأرب وحقولها النفطية.

وتعتقد الميليشيا الحوثية أنه من خلال مهاجمة سفن الحاويات وتشكيل تهديد خطير للنظام الاقتصادي الذي يقوده الغرب سيمكنها زيادة نفوذها لتأمين أولوياتها. وفي الأثناء يدعو اليمنيون المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، إلى إعادة النظر في سياساتهما تجاه البلد الذي مزقته الحرب.

تجدر الإشارة إلى أن هجمات الميليشيات الحوثية في البحر الأحمر بدأت في 19 نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي، وتقول الجماعة إنها تستهدف السفن الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل أو تلك المتوجهة إليها، وذلك نصرةً للشعب الفلسطيني في غزة، ووسعت الميليشيات الحوثية المسلحة عملياتها لتشمل استهداف السفن الأمريكية والبريطانية، بعد أن كان الأمر مقتصراً على السفن المرتبطة بإسرائيل.