آخر تحديث :الأحد-06 أكتوبر 2024-11:50م

تقارير


هل تؤدي هجمات الحوثيين إلى تفاقم الصراعات العالمية؟

الخميس - 21 مارس 2024 - 11:12 م بتوقيت عدن

هل تؤدي هجمات الحوثيين إلى تفاقم الصراعات العالمية؟

سؤال بلس/وكالات:

تواجه البحرية الأمريكية تحديات كبيرة داخل مياه البحر الأحمر، ورغم الهجمات المتكررة التي شنتها على الحوثيين للقضاء على تهديداتهم، فما يزالون يواصلون إرباك وخنق حركة المرور عبر هذا الممر الاستراتيجي.


وضربت البحرية الامريكية أهدافاً للحوثيين بالصواريخ والطائرات بدون طيار وطائرات إف-18 سوبر هورنت منذ يناير (كانون الثاني ) 2024.

وأشار نائب قائد القيادة المركزية الأمريكية، الأدميرال براد كوبر، في فبراير (شباط) إلى أنه يتعين على المرء العودة إلى الحرب العالمية الثانية للعثور على معارك بحرية ذات حجم ونطاق مماثل، إذ يشارك في القتال أكثر من 7 آلاف بحار.

ورغم القوة النارية البحرية الأمريكية، لا يزال الحوثيون متماسكين، ولا يزالون يهاجمون بانتظام السفن التجارية في البحر الأحمر والسفن الحربية الأمريكية.

وفي مارس (آذار)، أطلق الحوثيون صاروخاً مضاداً للسفن على السفينة الحربية "يو إس إس لابون"، وهي سفينة حربية من طراز "آرلي بيرك" والتي يقال إن بناءها كلف حوالي مليار دولار.


وأوضح رامون ماركس، محامٍ دولي متقاعد من نيويورك ونائب رئيس مجلس إدارة مديري الأعمال للأمن القومي الأمريكي، في مقاله بموقع "ناشونال إنترست" أن ما يحدث في البحر الأحمر يُظهر كيف أن تطوير الصواريخ الأرضية المتنقلة والمضادة للسفن والطائرات بدون طيار الرخيصة قد أحدث ثورة في الحرب البحرية مثلما فعلت حاملات الطائرات في القرن الماضي تماماً.
وقال الكاتب: "لم تعد السفن القتالية السطحية، بما في ذلك حاملات الطائرات، قادرة على المطالبة المطلقة بالسيطرة على البحار، يجب أن تراقب هذه المنصات السطحية بحذر أنظمة الأسلحة الشاطئية التي يمكن للدول القومية وحتى المتمردين الوصول إليها".
وأضاف أن نجاح أوكرانيا في هزيمة البحرية الروسية بطائرات بدون طيار وصواريخ في البحر الأسود قد تمت محاكاته في البحر الأحمر من الحوثيين، وهو أمر لم يكن من الممكن تصوره قبل بضع سنوات فقط.

درس استراتيجي
وتابع "الدرس الاستراتيجي المستفاد من حملات البحر الأسود والبحر الأحمر هو أن عدد السفن الحربية ربما لم يعد المؤشر الأفضل لتقييم قدرة أي دولة على إيقاف الممرات البحرية والسيطرة عليها".
وأوضح الكاتب أنه يمكن للصواريخ والطائرات بدون طيار غير القابلة للغرق والمنطلقة من الشاطئ، والقادرة على ضرب أهداف على بعد مئات أو حتى آلاف الأميال في البحر، أن تحمل الآن تهديداً كبيراً أو أكثر مثل السفن الحربية السطحية.


وأشار إلى أن الصين تمتلك صواريخ متنقلة مضادة للسفن وطائرات بدون طيار منتشرة على طول ساحلها الساحلي الذي يبلغ طوله حوالي 19 ألف ميل (بما في ذلك الجزر).
ورأى الكاتب أن مواجهة أنظمة الصواريخ والطائرات بدون طيار الصينية الأرضية غير القابلة للغرق ستكون أكثر صعوبة بالنسبة للبحرية الأمريكية من قتال الحوثيين.
إحدى النتائج الأخرى لهجمات الحوثيين على البحر الأحمر هي إدخال ما قد يكون تغييراً دائماً في أنماط التجارة والنقل العالمية، وعادة ما تمر نسبة 40% من التجارة بين آسيا وأوروبا عبر البحر الأحمر.
واضطرت التجارة البحرية بالفعل إلى إعادة توجيه جزء كبير من تلك الحركة بسبب هجمات الحوثيين المستمرة، مما أدى إلى القيام برحلة أطول وأكثر تكلفة حول رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا.

روسيا تستفيد من الاضطرابات
والأمر الأكثر إثارة للقلق، برأي الكاتب، هو أن روسيا تستفيد أيضاً من اضطراب البحر الأحمر، مشيراً إلى أن هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر أدت إلى خلق أعمال متنامية لخطوط السكك الحديدية البرية الروسية بين الصين وأوروبا.

ومن المفارقات أن العقوبات الغربية المفروضة على روسيا لا تمنع مثل هذه الأعمال المتعلقة بنقل الشحنات عبر السكك الحديدية.


وأجبرت العقوبات الغربية على أوكرانيا روسيا بالفعل على الابتعاد عن أوروبا والانخراط بشكل أكبر مع الشرق. ففي العامين الماضيين منذ قيام حلفاء الناتو والاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على روسيا، ارتفعت وارداتها من الصين إلى مستويات تبين على نحو مدهش أنها أكبر حتى من واردات الاتحاد الأوروبي إلى روسيا قبل دخول العقوبات الغربية حيز التنفيذ.
كما تسعى روسيا إلى تعزيز العلاقات مع الهند ودول الخليج من خلال تطوير خطوط نقل جديدة. وتقوم موسكو ببناء خط سكة حديد يصل إلى الموانئ في إيران، مما يقلل وقت الشحن بين الهند ودول الخليج العربي.
ووفق الكاتب، ليس هناك احتمال كبير أن تبتكر البحرية الأمريكية حلاً عسكرياً نهائياً للقضاء على هجمات الحوثيين بالصواريخ والطائرات بدون طيار.
وقال ماكس إن استمرار الجمود البحري مع الحوثيين ليس انتصاراً. ونظراً لعدم وجود حل عسكري حقيقي، بدأت واشنطن بالفعل في البحث عن صيغة دبلوماسية، حتى إنها تواصلت مع طهران للحصول على المساعدة في مفاوضات القنوات الخلفية.

التحديات التي يواجهها الغرب
وقد تنتهي الهجمات الحوثية عند انتهاء الحرب في غزة. ولكن حتى عندما يأتي ذلك اليوم، فإن التداعيات طويلة المدى لما حدث في البحر الأحمر لن تنتهي. وسوف تستمر شرايين النقل التجاري الجديدة في روسيا في الالتحام، مما يؤدي إلى تحويل أنماط التجارة العالمية.
كما ستستمر المناقشات الدائرة حول الكيفية التي قد تتمكن بها القوات البحرية الحديثة من التكيف مع الطائرات دون طيار الأرضية والصواريخ المضادة للسفن. وستظل هذه التحديات التي يواجهها الغرب قائمة بعد أن تتوقف هجمات الحوثيين نهائياً وإلى الأبد.