آخر تحديث :الجمعة-26 يوليه 2024-11:05م

تقارير


تصعيد الحوثيين .. هل يُنذر بتداعيات كارثية على التجارة العالمية؟

الثلاثاء - 19 ديسمبر 2023 - 03:33 م بتوقيت عدن

تصعيد الحوثيين .. هل يُنذر بتداعيات كارثية على التجارة العالمية؟

سؤال بلس/وكالات:

قلق اقتصادي ينتاب العالم جراء تعليق كبرى شركات الشحن حول العالم مرور السفن التابعة لها في البحر الأحمر بعد تصعيد الحوثيين من هجماتهم على السفن التجارية في باب المندب خلال الأيام القليلة الماضية.

وآثار ذلك تساؤلات حول مدى تداعيات هذا القرار على سلاسل الإمداد حول العالم، وكيف سيكون تأثير ذلك على مسار عمل قناة السويس المصرية، وهل سيؤدي اتجاه السفن لطريق رأس الرجاء الصالح إلى زيادة أسعار النفط والسلع أيضاً بعد تأخير وصولها عن المواعيد المعتادة؟

تأثيرات ضئيلة
ورأى الخبير الاقتصادي الدكتور وائل النحاس أن حجم التجارة البحرية حول العالم لن يتأثر بالشكل الكبير، وحجم الإنتاج الصناعي في شرق آسيا الآن يتضاءل ولا يوجد طلب كبير عليه، وبالتالي إن تأثير تغيير مسار السفن بشكل مؤقت لن يكون له التأثير الأكبر على حجم سلاسل الإمداد حول العالم.

وأوضح الدكتور النحاس لـ24 أن الدول التي تقع قبل باب المندب مثل دول الخليج تستطيع التصدير والاستيراد عبر قناة السويس دون أي تأثير لأنها تستخدم مضيق هرمز، وبالتالي لن يكون هناك تأثير سلبي على حجم التجارة بالنسبة للمنطقة.

كما أكد النحاس أن نسبة الارتفاعات في الأسعار بسبب تحويل الطريق إلى رأس الرجاء الصالح ستكون هامشية وليست كبيرة، لأن 70 % من حجم التجارة البحرية لن تتأثر، مشيراً إلى أن "الخطر الكبير الذي قد يهدد العالم فعلاً هو ما يمر من مضيق هرمز".

ومنذ 15 ديسمبر(كانون الأول) الجاري، لجأت 4 من أكبر 5 شركات شحن حاويات في العالم، وهي "ميرسك" و"أم أس سي" و"هاباغ ليود" و"سي أم أيه سي جي أم"، بإيقاف أو تعليق خدماتها في البحر الأحمر، وهو الطريق الذي يجب أن تمر عبره حركة المرور من قناة السويس.


تأثير سياسي عسكري
وأشار النحاس إلى أن التأثير الذي قد يحدث جراء استهداف السفن في البحر الأحمر من قبل الحوثيين، هو تأثير سياسي عسكري، وليس اقتصادي.

وفسر النحاس ذلك بأن هناك محاولات لاستهداف قناة السويس وخلق بدائل، لها دون التطرق إلى هذه البدائل، وقال "بين حين وآخر نجد محاولات تعرقل حركة التجارة في قناة السويس ومحاولة استهدافها".

وقال الدكتور وائل النحاس "نحن أمام جرس إنذار حول مصير قناة السويس ومشروعها الجديد، بعد تلك المحاولات التي تسعى لخلق طرق بديلة وممرات مائية أخرى بدلاً من قناة السويس".

وتوقع النحاس أن هيئة قناة السويس ستقدم تنازلات وعروض تخفيضات حتى تجتذب المزيد من السفن خلال الفترة المقبلة، فضلاً عن حشد عدد أكبر من السفن العسكرية المصرية لزيادة الحماية للسفن التجارية التي تمر بها.

ويعد مضيق باب المندب أحد أهم المسارات المائية في العالم لشحنات السلع العالمية المنقولة بحراً، خاصة النفط الخام والوقود من الخليج المتجه إلى البحر المتوسط عبر قناة السويس أو خط أنابيب سوميد، بالإضافة إلى السلع المتجهة إلى آسيا، ويبلغ عرض باب المندب 30 كيلومتراً في أضيق نقاطه، مما يجعل حركة الناقلات صعبة ومقتصرة على قناتين للشحنات الواردة والصادرة، تفصل بينهما جزيرة بريم.

وكان رئيس هيئة قناة السويس، أسامة ربيع، قال في بيان مؤخراً، إن حركة الملاحة بقناة السويس منتظمة، وإن الهيئة تتابع عن كثب التوترات الجارية في البحر الأحمر وتدرس مدى تأثيرها على حركة الملاحة بالقناة في ظل إعلان بعض الخطوط الملاحية عن تحويل رحلاتها بشكل مؤقت إلى طريق رأس الرجاء الصالح.

وأشار رئيس هيئة قناة السويس، في هذا الصدد إلى تحول 55 سفينة للعبور عبر طريق رأس الرجاء الصالح خلال الفترة من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) وحتى اليوم، وهي نسبة ضئيلة مقارنة بعبور 2128 سفينة خلال تلك الفترة.