آخر تحديث :الإثنين-04 أغسطس 2025-06:00ص

تقارير


من إرث الأجداد.. يمنيون يستبدلون البلاستيك بمواد صديقة للبيئة

الأحد - 03 أغسطس 2025 - 08:28 م بتوقيت عدن

من إرث الأجداد.. يمنيون يستبدلون البلاستيك بمواد صديقة للبيئة

سؤال بلس/العين الإخبارية:

مع تفشي الأمراض الناجمة عن التلوث البيئي، اتجه يمنيون بما في ذلك كيانات محلية إلى استبدال المواد البلاستيكية بمواد صديقة للبيئة.


في محافظة أبين، جنوب اليمن، بدأت فكرة استبدال الأكياس البلاستيكية بأخرى صديقة للبيئة تجذب اهتمام الكيانات المحلية غير الحكومية، التي راحت تدرب منتسبيها على صناعة سلال من مواد طبيعية، ومستوحاه من إرث الأجداد لتحقيق فوائد متعددة.

أحد هذه الكيانات هي جمعية زهور حواء النسوية، في أبين، والتي أخذت على عاتقها مسؤولية توعية المجتمع بمخاطر الأكياس البلاستيكية، وحث أفراد المجتمع على استخدام سلالٍ وأدوات مصنوعة من سعف النخل، والتي ترتبط بثقافات يمنية متوارثة منذ القدم.

الحد من انتشار الأمراض
تتحدث رئيسة جمعية زهور حواء في أبين، سيناء منذوق، عن بداية فكرة إنتاج الأكياس والحقائب والأطباق الصديقة للبيئة، والأسباب التي دفعتها وجمعيتها ومنتسبيها من النساء لعمل وصناعة تلك الأكياس والحقائب، وتوعية المجتمع بمخاطر البلاستيك.

تقول منذوق في تصريحٍ لـ"العين الإخبارية": "إن الفكرة بدأت بسبب انتشار الإصابة بالسرطان في منطقة الكود في خنفر، وتكدس الأكياس البلاستيكية في الشوارع، الحدائق، المنتزهات، وفي شواطئ البحر".

وأضافت: "الناس لا يدرون مدى تفاقم هذه المشكلة وانتشارها، حيث يوضع الأكل الساخن داخل الأكياس البلاستيكية، كما يُفرش البلاستيك كسفرة للأطعمة، وتنتشر الألعاب البلاستيكية بين أيدي الأطفال؛ ما يشكل سببًا لانتشار أمراض السرطانات بأنواعها".

وأشارت إلى أن هذا الوضع فرض عليها هي وجمعيتها العمل على إيجاد بديل لاستبدال الأدوات والأكياس البلاستيكية، بأطباقٍ منزلية مصنوعة من سعف النخيل وترتبط بإرث الأجداد، بالإضافة إلى حقائب لطلاب المدارس لحمل الطعام، أو لأخذها في المنتزهات.

توعية المجتمع
وتضيف رئيسة جمعية زهور حواء، أنها عملت شخصيًا على تجميع نساء محترفات في صناعة وإنتاج أدواتٍ من السعف، ومدتهم بالأفكار لتطوير حقائب بأشكال وتصاميم جذابة لترغيب المجتمع باقتنائها.

مؤكدةً أن المجتمع لديه احتياج كبير لاستبدال البلاستيك المضر بالصحة، بأدوات صحية وطبيعية، وهو ما تبيّن من خلال انتشار وتداول منتجات الجمعية من حقائب وأطباق وسلال بين أوساط الناس.

وأشارت الناشطة اليمنية إلى تنفيذ جمعية زهور حواء أنشطةً توعية بيئية استهدفت المجتمع؛ للتعريف بأضرار المواد البلاستيكية، وضرورة تجنب استخدامها، واستبدالها بأخرى صديقة للبيئة، وذلك عبر توعية النساء في المنازل، وعمل إعلانات وملصقات في الشوارع والأماكن العامة.

احتياجات وصعوبات
وكشفت منذوق عن احتياجات عديدة، تسعى الجمعية إلى توفيرها لإيصال فكرتها ومنتجاتها الصحية والطبيعية إلى المجتمع، مثل الترويج الإعلامي، وتعزيز التوعية في وسائل الإعلام؛ بهدف خلق مجتمع نظيف خالي من البلاستيك.

ولفتت إلى أن مثل هذه المنتجات تحتاج إلى مشغل مختص لزيادة الإنتاج وتحسين وتطوير الأشكال والتصاميم، واستيعاب وتشغيل الأيدي العاملة من النساء المحتاجات، وفق قاعدة النقد مقابل العمل؛ لتحسين وضعهنّ المعيشي.

وأوضحت أن هناك صعوبات كثيرة يواجهها امثال هذه المشاريع منها مشقة الحصول على المواد الأولية والخام كأوراق سعف النخل؛ بسبب تواجدها في مناطق بعيدة، وقلة الوعي المجتمعي صحيًا وبيئيًا؛ ما يتطلب تعزيز التوعية الإعلامية ودعم مثل هذه التوجهات والأفكار.