آخر تحديث :الأربعاء-13 أغسطس 2025-11:06م

اخبار محلية

المولد النبوي في قبضة الحوثيين.. من مناسبة دينية إلى موسم جبايات وإتاوات

الأربعاء - 13 أغسطس 2025 - 08:11 م بتوقيت عدن

سؤال بلس/خاص:

تحوّل الاحتفاء بالمولد النبوي في مناطق سيطرة جماعة الحوثي من مناسبة دينية روحانية إلى منصة واسعة لفرض الإتاوات وممارسة الابتزاز المنظم ضد المواطنين والتجار.

هذه الفعالية التي تتكرر سنويًا، يعكس أسلوب المليشيا في استغلال المناسبات الدينية لتغذية خزائنها وتمويل أنشطتها السياسية والعسكرية، على حساب معيشة اليمنيين المنهكة. ويذهب مراقبون إلى أن ما يحدث لم يعد احتفاءً بالمناسبة بقدر ما هو حملة مالية مفروضة بالقوة، تُدار بعقلية الجباية لا بروح الاحتفال.

وخلال الأيام الماضية بدأت مليشيا الحوثي موسم الجبايات قبل موعد المولد النبوي بشهر كامل، في خطوة فسّرها مراقبون بأنها محاولة لتعظيم العائدات المالية عبر فرض الإتاوات على المواطنين والتجار، ضمن خطة مُحكمة لإطالة موسم الابتزاز.

وعلى غير المعتاد، سارعت المليشيا إلى تزيين الشوارع والبنايات والمساجد باللون الأخضر، ليس فقط لإعلان بدء الاحتفالات، وإنما إيذانًا ببدء حملة إلزامية شملت كل القطاعات التجارية والخدمية، من المحلات والمطاعم والفنادق إلى الباعة المتجولين، مع فرض تكاليف إجبارية لتزيين المباني والشوارع.

ويمتد هذا الموسم، الذي يفترض أن يكون مرتبطًا بيوم واحد، لأسابيع عدة، تتخللها فعاليات ومهرجانات منظمة في الوزارات والمرافق الحكومية والمدارس والجامعات والمساجد، يتم خلالها ضخ خطاب دعائي طائفي، وترويج المشروع السلالي للمليشيا، مع فرض الولاء لقياداتها. وتنتشر مكبرات الصوت في الأحياء لبث الزوامل والأناشيد التحشيدية، في مشهد يصفه منتقدون بأنه "استعراض سياسي بغطاء ديني".

ردًا على هذه الممارسات، أطلق ناشطون وإعلاميون يمنيون حملة رقمية واسعة تحت وسم #الحوثي_يتاجر_بالمولد_النبوي، لكشف الانتهاكات التي تمارسها المليشيا خلال هذه المناسبة. وأكد القائمون على الحملة أن الحوثيين حوّلوا المولد النبوي إلى وسيلة سنوية لابتزاز الأموال، مستخدمين التهديد بالاعتقال أو إغلاق المحلات ومصادرة الممتلكات لإجبار المواطنين على الدفع، في حين توجه الأموال المنهوبة إلى تمويل الفعاليات الطائفية بدلًا من صرف رواتب الموظفين أو تحسين الخدمات الأساسية.

كما اتهمت الحملة الحوثيين بتعميق الانقسام المجتمعي، وفرض الولاء على أساس طائفي، في وقت يعيش فيه ملايين اليمنيين على حافة المجاعة، وفقًا لتقارير دولية. ويرى محللون أن هذه الممارسات لا تقتصر على نهب المال العام والخاص، بل تمثل خطرًا مباشرًا على النسيج الاجتماعي والاقتصاد الوطني، إذ ترسخ الفقر وتضاعف المعاناة، وتكرّس ثقافة الاستغلال السياسي للمناسبات الدينية.