آخر تحديث :الأحد-17 أغسطس 2025-11:42م

منوعات


"عضّة لص" تصيب ستيني بعدوى خطيرة ونادرة تثير حيرة العلماء

الإثنين - 18 أغسطس 2025 - 08:00 ص بتوقيت عدن

"عضّة لص" تصيب ستيني بعدوى خطيرة ونادرة تثير حيرة العلماء

تحوّلت لحظة مواجهة بين تاجر ستيني وأحد اللصوص في منطقة أوسكودار بإسطنبول إلى كابوس صحي كاد يُفقده يده بالكامل، بعدما أصيب بعدوى خطيرة جرّاء عضة إنسان نادرة الحدوث في المجال الطبي.

وبدأت القصة حين حاول رجل عمره 60 عاماً التصدي لاثنين من اللصوص الذين اقتحموا متجره قبل نحو عام ونصف، فتمكّن من الإمساك بأحدهما، غير أنّ الأخير قاومه بطريقة غير متوقعة وعضّه بعنف غارساً أسنانه في يده قبل أن يفرّ هارباً.

للوهلة الأولى بدا الأمر إصابة سطحية، إذ اكتفى الأطباء في قسم الطوارئ بإجراء الإسعافات الأوّلية بعدم وجود كسر أو ضرر بالغ، ليغادر المريض المستشفى وهو يظن أن الأمر انتهى عند هذا الحد.


لكنّ الوضع تغيّر خلال ساعات، إذ بدأت أعراض حمى شديدة وقشعريرة بالظهور، ما استدعى نقله مجدداً إلى المستشفى حيث تبيّن أنه يعاني من عدوى بكتيرية خطيرة مصدرها عضّة إنسان.

ومع مرور الأيام تفاقم التورم في يده وامتد إلى ذراعه حتى تضاعف حجمها، وبات الأطباء أمام احتمال بتر الطرف المصاب لإنقاذ حياته.

غير أن تدخّل فريق متخصص في الطب البحري وعلاج الضغط العالي بالأكسجين غيّر مجرى القصة، حيث خضع المريض لسلسلة من الجلسات المكثفة داخل غرفة الضغط العالي، استمرت لنحو 90 ساعة، بالتوازي مع تدخلات جراحية دقيقة وتنظيف متكرر للأنسجة التالفة.

وبمرور 3 أشهر ونصف من العلاج الطبيعي والتأهيل، استعاد المريض القدرة على استخدام يده وأفلت من شبح البتر.


ووصف الأطباء الحالة بأنها "غير مسبوقة"، وأكد الدكتور يافوز أصلان أنّه على مدار مسيرته المهنية لم يواجه من قبل إصابة بهذا الشكل ناجمة عن عضة إنسان، موضحاً أنّ بكتيريا نادرة من فصيلة Eikenella وKingella هي التي اخترقت الأنسجة وأدت إلى مضاعفات كادت تدمّر الطرف المصاب.

وأضاف أنّ نجاح إنقاذ يد المريض جعلهم يستعدون لنشر هذه التجربة في الأدبيات الطبية كأحد أندر الأمثلة على خطورة عضّة بشرية.

من جانبه، عبّر التاجر الضحية عن مرارة تجربته قائلاً: "لم أكن أتخيل أن مجرد عضّة قد تهدد يدي كلها بالبتر.. عشت ثلاثة أشهر من المعاناة بين العلاج بالأكسجين والفيزيائي حتى استعدت صحتي.. والأدهى من ذلك أن اللصوص لم يُقبض عليهم بعد، بل إن متجري تعرض لاحقاً لسرقة جديدة"، مؤكّداً أن ما مرّ به علّمه أنّ "عضة إنسان قد تكون أخطر من أي سلاح".