آخر تحديث :السبت-27 يوليه 2024-05:22م

تقارير


هل توقف الضربات الأمريكية هجمات الحوثيين؟

الإثنين - 15 يناير 2024 - 05:22 م بتوقيت عدن

هل توقف الضربات الأمريكية هجمات الحوثيين؟

سؤال بلس/وكالات:

وصفت إدارة بايدن الغارات الجوية الأمريكية البريطانية على اليمن في 11 و12 يناير (كانون الثاني) بأنها "رسالة واضحة" مفادها أن الولايات المتحدة "لن تسمح للجهات الفاعلة المعادية بتعريض حرية الملاحة للخطر" في البحر الأحمر.


ووصف رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الضربات بـ "الإجراء المحدود والضروري والمتناسب دفاعاً عن النفس".
وأتت الضربات الجوية في أعقاب تجاهل الحوثيين دعوات لإنهاء هجماتهم، بما في ذلك رسالة رسمية خاصة سلّمتها الولايات المتحدة إلى قيادة الجماعة نيابةً عن المجتمع الدولي (وفقاً لكثير من كبار قادة الحوثيين).



ضربات رمزية
وبحسب فارع المسلمي، الزميل غير المقيم في المعهد الملكي للشؤون الدولية "تشاتام هاوس" ، يُفترَض أن تكون الضربات الأمريكية البريطانية الخيار السيئ الوحيد لممارسة ضغوط على الحوثيين لإنهاء نشاطهم العدائي، غير أن هذه الضربات رمزية إلى حدٍ كبير، ومعظمها شُنَّ استجابةً للضغوط التي تمارسها الجهات الفاعلة وشركات الشحن وغيرها من أصحاب المصالح الذين شهدوا ارتفاع التكاليف خلال الأشهر الأخيرة بسبب هجمات الحوثيين، وأعربت إحدى شركات الشحن فعلاً عن موافقتها على العملية العسكرية.



التأثير الفعلي
الأسئلة المطروحة حاليّاً تتعلق بالتأثير الفعلي لهذه الضربات الجوية على عمليات الحوثيين، والنحو الذي سيردُّ به الحوثيون، والتأثير الأوسع نطاقاً لتلك الأحداث على المنطقة برمتها.


واستبعد الكاتب في تحليله في موقع "تشاتام هاوس" ومقره لندن، أن يكون للغارات الجوية تأثير كبير على القدرات العسكرية للحوثيين، لا سيما على عملياتهم البحرية. فالحوثيون أكثر دهاءً واستعداداً مما يدركه كثير من المعلقين الغربيين.

وهم يتمتعون بخبرةٍ كبيرة في خوض الحروب بعد سنوات من الصراع الوحشي، بما في ذلك المواجهة المباشرة مع السعودية، والبناء الدائم للقدرات من جانب إيران على مر السنين.

وخلال السنوات الخمس الماضية، قلل كثيرون إلى حدٍ كبير من قدرات الحوثيين، حتى رغم تطور طائراتهم المُسيرة وصواريخهم، بفضل الدعم الإيراني.

إلى ذلك، تعتبر رعونتهم واستعدادهم للتصعيد، عنصرين مهمين، يُقلل كثيرون من شأنهما باستمرار.

وتُدرك جماعة الحوثي ضعْف الدعم الدولي للضربات الأمريكية البريطانية، فقد كان قرار مجلس الأمن الأخير الذي يدعو الحوثيين إلى وقف هجماتهم، أقرب ما يكون إلى ستار دولي للغارات الجوية، ولو أنه لم يدعم العمل العسكريّ صراحةً.

لكن من الواضح أن الدول الكبرى الأخرى لم تكن مُهتمة بالمشاركة في هذه العمليات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة.



وبحسب الكاتب، فالموقف المناهض لإسرائيل والولايات المتحدة "يُعدُّ مسألة جوهرية لأيديولوجية الحوثيين المعلنة"، وقيادتهم قدَّرت أن الهجوم الغربي على اليمن لن يؤدي سوى لزيادة الدعم المحلي لجهودهم.

ومن ثم، يرى الباحث أن هذه الضربات لن تجعل الحوثيين يوقفون هجماتهم أو يقللون من وتيرتها، إذ من غير المُرجح أن تتوقف هذه الهجمات.

وقال المسلمي إن الهجمات على اليمن سيكون لها تأثير عكسي، مما سيفضي إلى حملة حوثية موسَّعَة.



أهداف الضربات الجوية
ورأى أن الهدف الوحيد الذي تحققه الضربات الجوية هو إطالة أمد الحروب في اليمن، وسيكون للغارات الجوية أيضاً أثر سلبي جسيم على الأمن الغذائي والنقل في اليمن.

ولا يمكن تأكيد إذ كانت إيران قد أدّت دوراً مباشراً في التحريض على أنشطة الحوثيين، إذ تحتفظ إيران بحد أدنى لانكار المسؤولية عن أي نشاط مزعزع للاستقرار ترتكبه ميليشياتها في اليمن والعراق ولبنان وسوريا.



تصعيد إقليمي
وأشار الباحث إلى أن هجمات الحوثيين لم تمثل حتى الآن تهديداً إستراتيجيّاً لإسرائيل، وقد امتنعت تل أبيب عن فتح جبهة جديدة في اليمن، لكن إذا أفضت الضربات الأمريكية إلى تصعيدٍ إقليمي، مما قد يفضي إلى تورُّط حزب الله، فقد يتغير الأمر.

ورغم أنّ الصين راضية من الناحية النظرية برؤية الغرب وهو ينجرُّ إلى صراع إقليمي دموي آخر، فهي ستعاني في حقيقة الأمر إلى حدٍ كبير، إذا أُغلِقَ البحر الأحمر.
وفي أعقاب هجمات الحوثيين المتزايدة، شعرت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بأنهما بحاجة إلى استعراض قوتهما لأسباب محلية أكثر من أي شيء آخر، ومن سوء الحظ أن هذا هو بالضبط مراد الحوثيين.
واختتم الباحث تحليله بالقول: "يتعذر التنبؤ بما سيحدث لاحقاً. فالموقف محفوف بالمخاطر في المنطقة كلها والعالم بأسره، إنه وضع كارثي لليمن واليمنيين الذين عانوا الأمرين أصلاً خلال العقد الماضي".