آخر تحديث :الخميس-03 يوليو 2025-11:00ص

تقارير


«ثغرات» في الاتصالات.. شبح الاختراقات يربك «خطوط» الحوثي

الأربعاء - 02 يوليو 2025 - 06:31 م بتوقيت عدن

«ثغرات» في الاتصالات.. شبح الاختراقات يربك «خطوط» الحوثي

سؤال بلس/وكالات:




شبح الاختراقات يربك �خطوط� الحوثي ويجبره على التخلي عن الأنظمة المشفرة واللاسلكية في تخبط يكشف ثغرات ومخاوف هائلة.

ومؤخرا، اتبعت المليشيات إجراءات أمنية أكثر صرامة في عملية الاتصالات لاسيما بين قادة أجنحتها العسكرية والأمنية، وذلك خشية الاختراقات.

وأبلغت مصادر عسكرية يمنية "العين الإخبارية" عن اعتماد مليشيات الحوثي مؤخرا على الهواتف الأرضية التي تعتمد على بنية تحتية منفصلة ومبنية من خطوط الهاتف النحاسية في إجراء اتصالاتها العسكرية.

ولفتت إلى أن الإجراءات لتجنب التتبع من قبل خصومها لاسيما الولايات المتحدة.

مد الخطوط الأمامية
ووفقا للمصادر ذاتها، فقد وثقت كاميرات الاستطلاع الحربي التابع لقوات الشرعية استخدام مليشيات الحوثي الهاتف الأرضي في العديد من المواقع العسكرية المتقدمة، وذلك بعد مدها لخطوط اتصالات سلكية لخطوط النار النشطة.

وأوضحت أن "المليشيات قامت بالفعل بمد خطوط اتصالات سلكية للجبهات الرئيسية كجبهات البرح ومقبنة بتعز والحديدة في الساحل الغربي وجبهات مأرب لربط المواقع المتقدمة بغرف عملياتها ومقر قياداتها".

ويأتي استخدام مليشيات الحوثي الشبكات السلكية الخاصة بالهاتف الأرضي بعد أن كانت تستخدم مزيجا من أنظمة الاتصالات السلكية ولا سلكية والمشفرة، والتي كانت عرضة للاختراقات.

ووفقا للمصادر، فإن مليشيات الحوثي بدأت بتطبيق ذات فكرة الاتصالات المعتمدة من قبل الفصائل في غزة والتي تستند إلى تحويلات للهواتف الأرضية القديمة وذلك عقب تصاعد مخاوف الجماعة من التعرض لاختراق تقني وأمني أمريكي واسرائيلي.

وكانت مليشيات الحوثي لديها شبكة اتصالات لاسلكية عسكرية تعتمد على أبراج شركة للاتصالات.

لكن بعد قصف الولايات المتحدة لهذه المحطات لاسيما في إب وبرع وغيرها، لجأت لتفكيك هذه المحطات وتركيبها فوق مركبات متنقلة لتغطية المناطق التي يتواجد فيه قادة الحوثي.

كما اتجهت لخفض الاعتماد على المنظومات اللاسلكية وأنظمة الإشارة والبث الهوائي، مستفيدة من شبكة الخطوط السلكية بعد عزلها وخصصتها للجانب العسكري ومدتها حتى خطوط التماس، وفقا للمصادر.

تجنب التنصت
وبحسب خبراء يمنيين، فالاتصالات السلكية عبر الهاتف الأرضي "أصعب من حيث الاختراق والتنصت" و"محمية من التشويش"، كما يمكنها توفير اتصالات موثوقة وآمنة بين المواقع العسكرية الثابتة كالقواعد، المقرات، مراكز القيادة والتحكم وحتى في خنادق الجبهات والمناطق المحصنة تحت الأرض.

وقال مهندس الاتصالات اليمني خليل سعيد إن "مليشيات الحوثي لا تأمن التواصل عبر شركات الهاتف النقال رغم السيطرة عليها وذلك خشية من الاختراقات عبر الاتصالات اللاسلكية إما بطريقة مباشرة عبر السنترالات (المجمعات المركزية) أو التنصت على قيادة المليشيات، أو غير مباشرة من خلال تتبع دوائر الاتصالات".

وأوضح سعيد لـ"العين الإخبارية"، أن "مليشيات الحوثي تستخدم الاتصالات الأرضية بعد أن مدت الكابلات النحاسية للجبهات وذلك من خلال فصل بعض الخطوط/ النقاط بين مناطق معينة، كونها آمنة ولا أحد يستطيع التجسس عليها".

وأكد أنها "تستنسخ بالفعل ذات أنظمة الاتصالات التي تعتمدها حماس في غزة، حيث يتم تشيد نظام اتصالات أرضية قديمة ويتم ربطها في مناطق معينة وآماكن معينة، وعن طريقه يتم الاتصالات الداخلية لقيادات الصف الأول".

وأوضح سعيد أن الحوثيين "يستخدمون أجهزة خاصة مصغرة لإدارة كل عملية الاتصالات وتقوم بمقام التحويلة وهي آمنة ومحدودة النطاق والجغرافيا".

وأشار إلى أن مد مليشيات الحوثي سلك للاتصالات من الهاتف الأرضي للمواقع الأمامية للجبهات هدفه الهروب من عمليات التتبع.

كما لفت إلى أن "ميزة الهاتف الأرضي الثابت أنه لا يمكن معرفة توقيت استخدام الاتصال، لكن إذا تم معرفة ذلك عبر العنصر البشري تصبح أخطر لأنها تتيح تحديد الموقع بدقة عالية".

شبكة داخلية
بحسب سعيد، فإن "مليشيات الحوثي لجأت لعمل شبكة داخلية يديرها قادة موثوقون بمعزل عن شبكة الدولة".

ويتم "مد كل موقع بخط ساخن ولا يمكن اختراقها إلا عبر عملاء في إدارة الشبكة نفسها أو عبر اجتراح الكيبل الرئيسي بعد تحديد مناطق مروره".

وعن تفكيك الحوثيين محطاتهم العسكرية من الأبراج وتركيبها فوق مركبات متنقلة بعد الضربات الأمريكية الأخيرة، قال سعيد إن "هذه الأنظمة عندما يتم تركيبها على مركبات متنقلة تصبح ذات تغطية جغرافية محدودة وتجبر القادة على التحرك بمسافات أرضية ضيقة".

ويسهل ذلك عملية رصدهم ولذا عززت المليشيات اتصالاتها بالهاتف السلكي لتجنب التتبع، وفق سعيد.